مؤاب - كشفت نتائج دراسة جديدة نجاح لقاح لمرضى السرطان يعمل على حشد جهاز المناعة في الجسم بعدد كبير من الخلايا التائية وهي «خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورا كبيرا في المناعة».
ويشير الخبراء الى أن استجابات الخلايا التائية تعني تقلص في الورم مرتبط بانخفاض بنسبة 86 % لخطر الانتكاس أو الوفاة.
واللقاح نجح في منع انتكاسات أنواع محددة من سرطانات البنكرياس والأمعاء بالنسبة إلى المرضى الذين سبق أن خضعوا لعملية جراحية.
وسجلت استجابة كبيرة للخلايا التائية في 84 % من جميع حالات المرضى وفي 100 % من حالات أولئك الذين تلقوا أعلى جرعة.
وفي متابعة خاصة للدستور قال اختصاصي طب الأورام «الجهاز الهضمي» الباحث في جامعة نيويورك البروفيسور جاد عبد النبي إن تصميم هذا اللقاح كعلاج مناعي، وأحد أنواع العلاجات يساعد الجهاز المناعي على رصد السرطان والقضاء عليه، مشيرا الى أن تكنيك العمل فيه يسعى لاستهداف الخلايا التائية المناعية كونها خلايا قاتلة، تعمل على مهاجمة الخلايا الحاملة للمرض وبمكنها العمل كخلايا تساعد بدعم خلايا الدم البيضاء الأخرى لإنتاج الأجسام المضادة.
وقال عبد النبي دائما ما نقول ان إطلاق الحكم النهائي مبكر جدا ولكن هناك نتائج أولية تحمل بشرى لمرضى السرطان لمنع حالة الانتكاس وهذه المرحلة مقلقة لأنها لا تساعد كثيرا في علاج الحالات المرضية وبالتالي لم يتم الاهتمام بهذه المرحلة بشكل جيد لذلك بدا العلماء الان الانتباه الى هذه المرحلة والعمل على الاهتمام بها.
وأضاف هذه الفترة ونجاح هذا اللقاح بعدم دخول المريض إلى انتكاسة أخرى سيسهم من منح فرص البقاء للمرضى على قيد الحياة، وأظهر السلامة المطلوبة للاستخدام حيث تم رصد آثار جانبية بسيطة تمثلت في ألم في موضع الحقن وألم في العضلات والتعب فقط.
وقال هذه النتائج صنعت استجابة مناعية قوية جدا تحمل الامل لحماية المرضى المعرضين بشكل كبير لخطر تجدد الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
وقال ان اللقاح يستهدف جين السرطانات المتحورة «KRAS» - بخاصة في سرطانات البنكرياس والأمعاء (القولون والمستقيم)..
من جهتها قالت اختصاصية جراحة الأورام وعلاجها والمتخصصة في ابحاث سرطانات البنكرياس الدكتورة سهير سنقرط ان نتائج الدراسة مبشرة جدا ولكن الحكم عليها في سرطان البنكرياس ما زال مبكرا جدا، مبينة ان العلاجات المناعية بالعموم لعبت دورا في زيادة المقاومة المناعية لتدمير الخلايا السرطانية في العديد من الأورام الاانها لم تعط ذات النتائج في سرطان البنكرياس لذلك من المبكر الحكم عليها لهذا السرطان.
وقالت سنقرط لـ «الدستور» أن جميع العاملين في مجال البحث والأطباء يسعون إلى إيجاد خيارات كبيرة لعلاج سرطان البنكرياس لان الحل الوحيد الآن هو العملية الجراحية الا ان العودة مرة أخرى ترتفع إلى 75 % وهي عودة خطيرة.
وقالت كافة الابحاث والدراسات بالنسبة لسرطان البنكرياس تؤكد أن طفرات الجين «KRAS» هي العامل الرئيس للمرض وبنسبة 90%.
واذا ما اثبتت المراحل التالية من هذا البحث مزيدا من النجاح فهذا اللقاح يمكن ان يكون سلاحا ضد أكثر السرطانات شيوعاً وفتكاً.
-الدستور