أهمية النباتات الداخلية لحياتنا:
تنميةُ النباتاتِ الداخلية (نباتات الظل أو النباتات المنزلية ) بمختلفِ أشكالها مصدرٌ للمتعةِ والجَمالِ ، و تُضفي رونقاً مُميزاً في تزيين البيوت والمكاتب والمجمعات التجارية والمطاعم ، كديكور يَكسرُ حدّة الخطوط الهندسية بتكاليف معقولة ، ويتبادلها الناس كهدايا في مختلف المناسبات ، و إقتناء النباتات الداخلية إضافة الى أنها هواية للذين يحبون التعامل مع الكائنات الحية لتبعث الراحة في النفس ، فإنها تساعدنا في البقاء على إتصال مع الطبيعة والحصول على هواء نقي في المنزل . والنباتات الداخلية تبقى حولنا يوماً بعد يوم تَعرضُ لنا مما حباها الله من ألوان أوراقها الرائعة الجمال .
النباتات بديل طبيعي لتنقية الهواء
النباتات تزيل الغازات السامة
النباتات تنظف الهواء الذي نتنفسه
كنا نعتقد فيما مضى أن هواء الغرف في منأى عن تلوث الهواء ، ولكن الأبحاث العلمية الحديثة أشارت الى أن جو الغرف قد يكون ملوثاً أكثر بـ 10 مرات من الجو الخارجي ، ففي عام 1950 إكتشف الدكتور T. G. Randolph وجودَ إرتباطٍ وثيق بين العديد من المشاكل المستعصية والحساسية مع تلوث الهواء الداخلي حيث يرتفع مستوى ثاني أوكسيد الكربون . لذا كان من المهم تنفس هواء نقي داخل البيت ، و تعود أهمية توفير هواء نقي داخلي إلى كون الغالبية العظمى من الناس تقضي معظم أوقاتها في المنزل ، وإن كانت منقيات الهواء تستعمل لتوفير الهواء النقي إلا أنها مكلفة ومزعجة وتستهلك الطاقة كما أنها غير فعالة في خفض مستوى الكيماويات .
وَجدَ علماء ناسا NASA أن النباتات الداخلية هي أفضل فلاتر للملوثات الشائعة مثل الأمونيا Ammonia ، الفورمالدهايد Formaldehyde ، والبنزين Bensene ، وهناك نحو 300 من المواد العضوية المتطايرة الموجودة في هواء المكاتب والمنازل ،وأشكال هذه الكيماويات السامة تنتج عن الأثاث ، السجاد ، ومواد البناء ، و مواد التنظيف المنزلي ، والأدوات المكتبية كآلة التصوير ، بل يساهم الناس أنفسهم في زيادة المشكلة ، في التنظيف الجاف للملابس التي تصدر عن tetra ethyl chlorine ، و تلك الصادرة عن شامبوهات الشعر ، الصابون ، ومزيلات الروائح والعطور و المعطرات .كل شخص يترك خلفه جزءاً من هذه المواد في الهواء ، علاوةً على ذلك ، نحن نصدر isoprene , acetone, ethanol, methanol ومواد كحولية أخرى التي تفرزها أجسامنا طبيعياً للهواء وتتضاعفُ المشكلةُ بسبب أنظمة التكييف المغلقة في المباني المزدحمة الضعيفة التهوية حيث تزداد مستويات ثاني أوكسيد الكربون في نطاق السكن والعمل ويقل الأكسجين ، و هذه الأمور تقود بدورها الى مشاكل في الحلق وفي التنفس (الربو) ، والحساسية ، حكة في العين و وجع الرأس والدوخة ، الإجهاد العصبي ، مشاكل في الجهاز العصبي ، بعض أنواع الإحتقانات ، والتي يطلق عليها الأن بما يعرف بـ Sick Building Syndrome ،و ينتج عن هذه المشاكل خسائرَ جمة للعلاج والتغيب عن العمل ، وللأسف معظم الناس لا يدركون أن المشكلة هي بسبب تلوث الهواء حولهم و لايعرفون كيفية التخلص من المشكلة .
في النرويج ، وجدت الدكتورة Tove Fjeld في كلية الزراعة بأوسلوا أن النباتات تخفف من الإعتلالات الجسدية المرتبطة بـ Sick Building Syndrome وقد سجلت تحسناً لدى العاملين في المكاتب المحتوية على النباتات على النحو التالي :
هناك العديد من النباتات الفعالة في تنقية الهواء ، إلا أن القائمة التالية هي فعالة على الدوام في تنظيف الهواء من الفورمالدهايد والبنزين والترايكلوروإثيلين :
● دراسينا ماسينجينا Dracaena massangeana
● فيكس بنجامينا Ficus benjamina
● الهيدرا Hedera helix
● أجلونيما Aglaonema
● الأقحوان Chrysanthemum
● شاميدوريا Chamedorea
● جيربيرا Gerbera
● دراسينا مارجيناتا Dracaena marginata
● سباثيفليم Spathiphylum
● سانسفيريا Sansevieria
● دراسينا ديرمينساس Dracaena deremensis
● العنكبوت Chlorophytum
● فلورودندرون Philodendron
● سكندابسس Epipremnum aureum
وذهبت أبحاث Cornell College of Human Ecology إلى أن البيئة الخضراء تحسن من القدرات العقلية للأطفال ، وقد وجدت فروقات معنوية بين الأطفال الذين يعيشون في بيئة خالية من الحدائق والمساحات الخضراء وبين الأطفال الذين يعيشون في مسكن أفضل به مساحات خضراء .
يعتمدُ عدد النباتات اللازمة في المنزل أو المكتب على عددٍ من العوامل (Nathanson , T.,1995 & Wood,R.A.,Orwell,R.L. and Burchett,M.D.,1999) ، منها موقعُ البناء ، جودةُ الهواء الخارجي ، نوعُ نظام التكييف المستخدم والفلاتر المستخدمة ونظام الصيانة والخدمة المقدمة لهذا النظام ، النظام الدوري لنظافة المكتب أو المنزل والمطهرات المستخدمة ، ونوع الأثاث و آلات المستخدمة ، وجود وتوزيع المواد المضرة ، عدد العاملين والساكنين في الموقع .
و قد وجدت ناسا أن وجود نحو 15-20 نبتة داخلية يمكن أن ينقي هواء 162 م2 ، أو نبتة لكل 9 م2 ، علماً بأن منطقة التنفس لكل فرد هي 0.17 – 0.23 م3 ، وهي مساحة تبقى عدة ساعات كالمساحة حول الكمبيوتر ، أو عند مشاهدة التلفزيون أو النوم ، ووضع نبات في منطقة التنفس تضيف الرطوبة إلى هواء الغرفة نتيجة التبخر من أوراق النباتات وتربة الزراعة ، كما أن النباتات تزيل الجراثيم والكيماويات السامة ، وتثبط من الجراثيم الهوائية . وعلى سبيل المثال يمكن لنباتات مثل الفلورودندرون والعنكبوت والبوتوس أن تخفف من مستوى الفلورمالدهايد في منطقة مغلقة نحو 80% خلال 24 ساعة .
بناءاً على أبحاث Lohr,V.,1990 ، تعتمد كمية الرطوبة المنتجة من قبل النبات إلى الهواء على عدة عوامل منها ، على سبيل المثال نوع النبات ، تركيز الرطوبة في التربة وظروف الحرارة والإضاءة . في الكثير من المباني خاصة في أشهر الشتاء تكون الرطوبة النسبية قليلة جداً ، عادة أقل من 30 % . و من الأفضل تنظيم الرطوبة بوسيلة طبيعية عن طريق النباتات بدل وسائل صناعية ،وهذا يعني أنه عندما تصل الرطوبة درجة عالية فإن النباتات تخفض من تبخرها لتحقق التوازن ، ولا تلجأُ النباتات إلى طريقة عكسية في حالة الرطوبة العالية ، لكن عند الرطوبة المنخفضة تساعد النباتات في بلوغ نسبة الرطوبة إلى درجة مريحة للناس في المنازل .
إن وظيفة النباتات التي تعمل كفلاترَ قليلةَ الكلفة ، لا تقتصرُ على تنقيةِ الهواءِ بكفاءةٍ عالية وخلال 24 ساعة ، بالإضافةِ إلى أنَّ النباتَ يستهلكُ ثانيَ أوكسيدِ الكربون أثناء البناء الضوئي لصنع الطاقة ، فإن دور النباتات يتعدّ تنقية الهواء إلى إفراز مواد خاصة للجراثيم والبكتريا في الهواء المحيط ، فقد وجد بالأبحاث أن الغرف المحتوية على النباتات تحتوي جراثيماً وبكتريا أقل بـ 50-60 % من الغرف التي لاتحتوي على النباتات . كما أن جذور النباتات تنمي حول نفسها الكثير من الميكروبات التي تهضم المواد المعقدة التي توجد بالقرب من الجذور ، كما أن الأوراق تمتص المواد العضوية الغازية وتهضمها أو تنقلها عبر الجذور لتصبح غذاءً للميكروبات الموجودة هناك ، كما أن تنفس النباتات تعتبر وسيلة لنقل الملوثات الهوائية لتلك الميكروبات حول الجذور ، كما أن زيادة التنفس تعمل على زيادة تدفق الهواء ، فالماء يتحرك بسرعة من الجذور عبر النبات ، مما يشد الهواء للأسفل إلى التربة حول الجذور ، لذلك يعمل النبات على تزويد الميكروبات حول الجذور بالأكسجين والغازات النيتروجينية ، وتتحول هذه الأخيرة من قبل الميكروبات إلى النترات لتغذي النبات .
وقد وجد أن النباتات تخفف من الغبار بنسبة 20% ، مما يخفف من المشاكل الصحية لأن الغبار يعتبر بيئة للجراثيم ومسببات التحسس في الجو ، والنباتات هي أفضل فلاتر تنقي الغبار من الجو .
هناك من الشركات من طور نظام فلترة الهواء من قبل النبات ، بإضافة فلتر فحمي إلى نبات ورقي سليم (مثل الدراسينا أو الفلورودندرون أو البوتوس أو السباثيفليم ) في حوض 14ً ، حيث يسحب الفلتر هواء الغرفة عبر تربة النبات ، وتمر عبر فلتر الفحم وتضخه مرة أخرى كهواء نقي ، وأثناء مرور الملوثات تتكسر من قبل الكائنات الدقيقة التي تعيش قرب الجذور فيخرج الهواء نقياً من الملوثات . ويضمن أن النظام لا يشبع بالملوثات لوجود الكائنات الدقيقة على الدوام في التربة ، وبذلك لا حاجة لتغيير الفلتر .
ونستطيع أن نلخص مساعدة النباتات في تحسين جودة الحياة داخل المنازل بطرق مختلفة :
● تخفض من المواد المؤذية في الهواء الداخلي ، مثل المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) ، وتساعد في إستقرار الرطوبة النسبية وتبادل الأكسجين /ثاني أكسيد الكربون (O2/CO2) .
● النباتات أرخص في التنقية مقارنة بأنظمة تكييف الهواء .
● للنباتات مرونة في إختيار المواقع ويمكن تحريكها بسهولة عند الضرورة.
● النباتات صديقة للبيئة .
● تعطي النباتات الإحساس بالجمال للناس في المنازل
● لا تسبب النباتات مقارنة بأنظمة التكييف تلوثاً صوتياً .
● لا تتداخل مع أنظمة التكييف الموجودة فعلياً .
● إذا ما تم رعاية النباتات بطريقة سليمة فإن تكلفة صيانتها تعتبر معقولة إلى حد كبير .
● لها مرونة في الصيانة الدورية ، وهذا يعني أن فترات الصيانة ليست ذات أهمية كبيرة .
● تساعد في خلق جو عمل ملائم ، ولذا تساعد في الإبداع .
● يمكن أن تستعمل كفواصل جذابة في الغرف الكبيرة .
● تخفف من تأثيرالأماكن المغلقة والعيون المتعبة لأنها تعكس الطيف الأصفر / الأخضر ، والتي يستجيب لها عين الإنسان ليشعر بالسعادة والإسترخاء .
● إدخال النباتات لا يتطلب أي تعديل في البناء .
● تقدم فرصة لحل مشاكل البيئة .
● النباتات وحدها رخيصة الشراء والصيانة نسبياً .
● إحتمال فشلها الفجائي أو تكسرها قليل جداً .
وتحسن الصحة العامة في الأماكن المحتوية على النباتات تعود لتوالف العوامل التالية :
● زيادة السعادة لوجود النباتات
● إيجاد بيئة طبيعية
● تأثير الرعاية التي يظهرها رب العمل نحو العاملين.
● تحسين جودة الهواء و الرطوبة من قبل النباتات .
1-2- النباتات كهدايا :
يمكن أن تكون النباتات هدايا رائعة في المناسبات المختلفة ، لكن هناك أمور يجب أخذها في عين الإعتبار عندما تقدم النباتات كهدايا :
إعرف الشخص المُهدى له
● هل يستخدم الزهور في الجلسات الداخلية ؟.
● هل لديه حالياً نباتات داخلية ؟ .
● إذا كان لديه نباتات ، هل هو ناجح في تربيتها ؟.
● المساحات المتوفرة في منزله ، واسعة أم عالية ؟ .
● نوعية الإضاءة في المنزل ، مشرق أم مظلم .
● هل تحتاج النباتات المهداة إلى إضافات مثل حوض زراعة خاص أو زينة إضافية .
وعند الإجابة على النقاط السابقة يمكن إختيار النبات الملائم