سفير الاتّحاد الأوروبيّ يحاور طلبة الجامعة الأردنيّة حول العلاقات الأوروبيّة – الأردنيّة وسياسة الاتحاد تجاه الشّرق الأوسط

مشاركة

- شاتزيسافاس للطّلبة: الشّراكة بين الاتحاد الأوروبيّ والأردنّ متعدِّدة الأوجه وراسخة.

- شاتزيسافاس للطّلبة: الدّبلوماسيّ الجيّد هو من يستطيع تحليل الموقف، والتنبّؤ بمسار الأحداث.

مؤاب -  استقبلت نائب رئيس الجامعة الأردنيّة لشؤون الكلّيّات الإنسانيّة الدّكتورة ناهد عميش، اليوم رئيس بعثة الاتّحاد الأوروبيّ لدى الأردنّ السّفير بيير- كريستوف شاتزيسافاس، الذي تستضيفه كلّيّة الأمير الحسين بن عبد الله الثّاني للعلوم السّياسيّة والدّراسات الدّوليّة، في محاضرةٍ وجلسةٍ حواريّةٍ تفاعليّة، تناولت العلاقات الأوروبيّة – الأردنيّة وسياسة الاتّحاد تجاه الشّرق الأوسط. 

وبحث الجانبان خلال اللّقاء قُبَيل الفعاليّة التي شهدت حضورًا لافتًا من طلبة الكلّيّة وأعضاء الهيئة التّدريسيّة، الذين أبدَوا اهتمامًا بالغًا بفهم وجهات نظر الاتّحاد الأوروبيّ تجاه الدّيناميكيّات الإقليميّة وتعاونِه المتجذّر مع الأردنّ، بحَثَا سبلَ تعزيز التّعاون الثّقافيّ والأكاديميّ المشترَك بين الجامعة الأردنيّة ومؤسّسات الاتّحاد الأوروبيّ، بما يسهم في توسيع آفاق التّفاهم والتّبادل العلميّ والمعرفيّ بين الجانبَين.

لدى افتتاحه الجلسة، أكّد عميد كلّيّة الأمير الحسين بن عبد الله الثّاني للعلوم السّياسية والدّراسات الدّوليّة، الدّكتور محمد خير عيادات، على عمق العلاقات التي تجمع بين الاتّحاد الأوروبيّ والأردنّ القائمةِ على التّعاون المشترَك في تحقيق الاستقرار الإقليميّ في المنطقة، مشيرًا إلى أهمّيّة مثل هذه اللّقاءات في تعزيز الفهم المتبادَل للقضايا المشترَكة وتعزيز الحوار مع الجيل القادم من القادة والدّبلوماسيّين وصنّاع القرار.

من جانبه، أعرب السّفير شاتزيسافاس عن سعادته بوجودِه في الجامعة الأردنيّة، مقدّمًا لمحةً تاريخيّةً عن نهج الاتّحاد الأوروبيّ في العلاقات الدّوليّة، مستعرِضًا فترةَ ما بعد الحرب العالميّة الثّانية ورؤية "روبرت شومان"، كما وسلّط الضّوء على المبادئ التّأسيسيّة للاتّحاد، المتمثّلة في تحقيق السّلام والاستقرار من خلال التّعاون العمليّ التّدريجيّ، موضحًّا أنّ هذا المُرتكَز التّاريخيّ ما زال يرسمُ معالِمَ التزام الاتّحاد بنظامٍ دوليٍّ قائمٍ على المبادئ. 

وشدّد على أهمّيّة القانون الدّوليّ والرّقابة، مستشهدًا بدعوة "شومان" للمؤسّسات الأوروبيّة المبكّرة لتكون تحت إشراف الأمم المتّحدة، مؤكّدًا أنّ ذلك يثبت التزام الاتّحاد الأوروبيّ طويل الأمد بالتّقيّد بالقانون الدّوليّ والدّفاع عنه، وهو مبدأٌ اعتبره جوهريًّا.

وفيما يتعلّق بالشّراكة بين الاتّحاد الأوروبيّ والأردنّ، فقد وصفها السّفير شاتزيسافاس ب"المتعدّدة الأوجه والرّاسخة". وتطرّق إلى مجالات التّعاون الواسعة التي تشمل الحوار السّياسي، والتّنمية الاقتصاديّة، والأمن، والتّعليم، والصّحّة، وإدارة المياه، والحماية الاجتماعيّة، والاستثمارات الهامّة. وأكّد: "الأردنّ حليفٌ أساسيٌّ، وأحد أقرب حلفائنا وشركائنا في الجوار الجنوبي للاتّحاد الأوروبيّ"، مسلّطًا الضّوء على التّعاون الأمنيّ والذي يهدف إلى تعزيز صمود الأردنّ وقدرته على مواجهة التّهديدات الأمنيّة، لا سيّما تلك القادمة من حدوده.

وتخلّل المحاضرةَ جلسةٌ تفاعليّة، حيث طرح الطّلبة استفساراتٍ حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تقييم الاتّحاد الأوروبيّ لمسار شراكته مع الأردنّ في ظلّ عدم الاستقرار الإقليميّ، والتّنسيق مع القوى العالميّة الكبرى الأخرى، وموقف الاتّحاد الأوروبيّ من القضيّة الفلسطينيّة وحلّ الدّولتَين الذي يدعمه، وقد تناول السّفير هذه القضايا بوضوح، مجدِّدًا التّأكيد على مواقف الاتّحاد الأوروبيّ وجهوده للتّنقّل في مشهد جيوسياسيّ مليء بالتّحدّيات.

وفي ختام اللّقاء، قدّم السّفير شاتزيسافاس نصائحَ قيّمة لطلبة العلاقات الدّوليّة والدّبلوماسيّين الطّموحين، مشدّدًا على أهمّيّة التّعلّم المستمرّ، وتنمية المهارات التّحليليّة، والقدرة على التّوفيق بين المبادئ الأساسيّة والواقعيّة البراغماتيّة، قائلًا: "الدّبلوماسيّ النّاجح هو القادر على تحليل المواقف والتّنبّؤ بمسارات الأحداث"، مشجّعًا الطّلبة على "الدّراسة بجدّ والتّحلّي بالفضول المعرفيّ".

أدارت الجلسة عضو هيئة التّدريس في قسم العلوم السّياسيّة، الدّكتورة شيرا محاسنه، التي بدورها أكّدت على أهمّيّة التّواصل المباشر بين الطّلبة والخبراء الدّبلوماسيّين وصانعي السّياسات، لما يشكّله ذلك من فرصة ثمينة لربط المعرفة الأكاديميّة بالتّجربة الواقعيّة، وشدّدت على ضرورة تعريف الطّلبة بالدَّور المحوريّ الذي يواصل الأردنّ أداءه كمنارةٍ للاستقرار والاعتدال في المنطقة بالتّعاون مع شركائه الدّوليّين، مؤكّدةً أنّ الاتّحاد الأوروبيّ يظلّ شريكًا استراتيجيًّا في هذا المسار.

الكلمات المفتاحية