مؤاب - قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمنطقة، أظهرت أن إسرائيل أصبحت أكثر عزلةً عما مضى.
ووفقًا للصحيفة، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت صعود شخصيتين مهمتين في الشرق الأوسط، من جهة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهما من يرسمان ويحددان، مع ترمب مستقبل المنطقة، سواء في الساحة السورية، من خلال تطبيع قيادة أحمد الشرع في سوريا، أو في المواجهة مع البرنامج النووي الإيراني، بينما تبقى إسرائيل على الهامش تمامًا معزولة.
وبينت أن إسرائيل منشغلة بالأزمات السياسية الداخلية وإدارة ائتلاف يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، ومن ناحية أخرى، ومع إطالة أمد الحرب في غزة، هناك نقاش متزايد في إسرائيل حول جدواها، ويطالب معظم الإسرائيليين بوضع حد لها.
وتتساءل الصحيفة: هل ألقى ترامب إسرائيل "تحت الحافلة"؟ الجواب على هذا السؤال معقد، وله إيجابيات وسلبيات. كما تضيف.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية كانت تعتقد أنه بوصول ترمب للحكم سيكون بمثابة الرئيس الذي يحقق لها كل أحلامها، وهو ما تبين أنه مجرد كلام فارغ، وبعد فوزه في الانتخابات تم الوصول لأول هدنة مع حماس لإطلاق سراح 38 إسرائيليًا، وفق ترجمة صدى نيوز.
وبينت أنه حقق لإسرائيل بعض المكاسب منها رفع الحظر على الأسلحة ورفع العقوبات عن المستوطنين، ووقف دعم الأونروا، والمحكمة الجنائية الدولية، وطرح تهجير سكان غزة وهو الحلم الرطب الذي راود اليمين الإسرائيلي الذي كان في حالة من النشوة حينها.
تضيف الصحيفة العبري، لكن بعد ذلك بدأت الانهيارات، وبدأ الأمر بالمحادثات المباشرة التي أجراها مبعوث ترمب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، مع حماس، والتي فاجأت إسرائيل، وبعد التوضيحات، سارعت إسرائيل إلى الادعاء بأن بوهلر تصرف دون إذن أو سلطة، وأنه تم فصله بشكل عام، وأن الأميركيين أدركوا خطأهم وأوقفوا المحادثات مع حماس.
وأضافت: إن الصفقة التي توصل إليها ويتكوف مع حماس، والتي أدت إلى إطلاق سراح عيدان ألكسندر، أثبتت في وقت لاحق أن بوهلر تصرف بإذن ترمب وسلطته، وأن المحادثات مع حماس كانت ناجحة.
وتابعت: مرة أخرى أصيبت إسرائيل بالدهشة: فقد نجح الرئيس ترامب في تأمين إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر بعد 584 يومًا من الأسر، دون أن تدفع إسرائيل أي شيء في المقابل، وكل ذلك بفضل جنسيته الأميركية، ورغم أن حدث الإفراج قوبل هنا باستقبال حار، إلا أن الجمهور شعر بالحرج: ما هي الرسالة إلى الرهائن الآخرين؟ هل فرصك أقل بدون جواز سفر أجنبي؟!.
وبينما تنظر الولايات المتحدة لصفقة عيدان على أنها مقدمة لاتفاق أوسع، تهدد إسرائيل بتوسيع العمليات بغزة من خلال عملية "مركبات جدعون".
وتقول الصحيفة إن ترامب لم يتوقف عند مفاجأة نتنياهو بشأن الفلسطينيين، بل امتدت لتصل إلى إجراء مفاوضات مع إيران، ثم المفاجأة بإعلانه عن التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين بدون التزام بوقف مهاجمة إسرائيل الأمر الذي شكل صدمةً للأخيرة التي لم تكن تعلم بأي شيء عن تلك المحادثات.
وتضيف: لم تتوقف المفاجآت إلى هنا، بل امتدت إلى زيارته 3 دول خليجية بدون أن يزور إسرائيل، كما أن الصدمة الأكبر هو أنه التقى بأحمد الشرع الرئيس السوري الجديد الذي تصفه إسرائيل والعالم من قبل بأنه "إرهابي".
وأشارت إلى إمكانية تزويد الولايات المتحدة، للسعودية وتركيا بطائرات إف35، الأمر الذي يؤثر على التفوق النوعي لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات مسؤولين أميركيين أكدوا مضي الولايات المتحدة حتى بدون إسرائيل في حال رفضت الأخيرة المضي بالمخططات التي وضعها ترمب، والتأكيد على أنها ستكون الخاسر الأكبر.