crossorigin="anonymous">

مركز التّميّز في التّعلّم والتّعليم في الجامعةِ الأردنية... يتوشّح عباءة الرّقمنة العصريّة ويتّخذ من التكنولوجيا قاطرةً للتغيير

مشاركة

مؤاب - إن لم يستوقفك المكان، فحتمًا سيستوقفك "العنوان" الّذي زيّن جبين إحدى جدارياته؛ ليستفزّك، ويحفّزك على الغوصِ في غياهب مفرداتِهِ العميقة في رؤيتها، الصّلبة في شموخِها، وقد تمازجت في تكوينه عمليتان حيويّتان لهما من الأهميّة والرّمزيّة الكثير، اتخذتا من التّميّز حليفًا في شراكتهما، وشعارًا في طرائقهما، أضفى عليهما مزيدًا من السحر انعكس بقوّة تأثيرهما في الأذهان، ما يجعلك لوهلةٍ تدرك أنّك لست أمام مبنًى عابر، بل أمام معلمٍ يعيشُ في كلّ لحظةٍ حالةً من التأهّب اللّافت؛ للخروج عن كلّ ما هو مألوفٌ ومتعارفٌ عليه.

صرحٌ أكاديميّ لحدثٍ علميّ، رسّخت الجامعة الأردنيّة في بواطن أبجديّات اسمه رؤيتها وأهدافها، وعقدت على مهامِه كلّ آمالها وتطلّعاتها، لتلفت أنظار كلّ من حولها بمنجزاتها سواء أكانت علميّة أم أكاديميّة أم بحثيّة أم تعليميّة، وحتّى لا تغيب عن المشهد، وتظلّ على الدَّوامِ في صدارة الجامعات المتميّزة، فيُصبح ذلك وصفًا لا يفارق مجريات الحديث عن سمعتها العريقة ومسيرتها الحافلة، الّتي ما عرفت يومًا للمستحيل طريقًا، ودافعًا لابتكار وابتداع كلّ ما هو جديد من أساليب تعزّز عزيمتها، وتدفعها للولوج في فضاءات أكثر حداثةً وتقدّمًا.

وحيثُ إنّ "لكلٍّ من اسمه نصيب"، جاءَ اسمه مركز "التّميّز في التّعلّم والتّعليم" متماهيًا، مثبتًا صحّة تلك المقولة، ليكون على ما هو عليه الآن: متميّزًا في إمكانياته ومنجزاته رغم حداثة ميلاده، وذلك بعد أنّ أخذ على عاتقه مسؤوليّة تحقيق رؤية الجامعة في أن تكون متميّزة في خدماتِها وعملياتها التّعليميّة، وصولًا إلى أقصى درجات الرّيادة؛ وقد اتّشح بعباءة الرّقمنة العصريّة في أدواته وتطبيقاته وبرامجه، واتّخذ من تكنولوجيا المعلومات قاطرةً للتغيير، حتّى أضحى بخدماته ومخرجاته انعكاسًا لجامعةٍ طموحة تسير بخطى واثقة في طريق التّحوّل الرّقمي.

وقد أدركت الجامعةُ أنّ توطين مثل هذا المركز المتخصّص في عمقِها، لم يعد ترفًا أو تَجمُّلًا، بل أضحى حاجةً ملحّةً لمواكبة مستلزمات العصر الحديث وتطوّراته، فكان خيارها الأوحد بلا منازع، للحاق بركب الجامعات المتقدّمة، والمضيّ في رحلةٍ تشعّ علمًا ومعرفة، ترنو من خلالها إلى تحقيق رؤيتها التّعليميّة في تطويرِ منظومتها التّعليميّة، وتمكين أعضاء هيئتها التّدريسيّة وطلبتها، وتوجيههم نحو آفاق مستقبليّة أفضل، باعتماد أحدث الممارسات والتّقنيات التّعليميّة، بالإضافة إلى تقديم حلولٍ شاملة تسهم في تحسين جودة التّعليم، مع التّركيز على برامج أكاديمية متطوّرة وخططٍ دراسيّة مبتكرة.

ويسعى مركز "التّميّز في التّعلّم والتّعليم"، الّذي تجسّدت أركانه في شهر شباط من عام 2023، وضمن رؤيته المنبثقة عن رؤية الجامعة، إلى أن يكون منارةً للسيادة الرّقمية، وخزّانًا للعلمِ والمعرفة في مقبل الأيام، ذلك لأنّ أهدافه واضحة، وخطواته محسوبة، والأهمّ من ذلك كلّه: إيمانٌ عميق يتملّكه، بأنه هو من سيصنع مستقبله، الّذي أيقن ملامحه وقد زُيِّن بعناوين لافتة، كالتميّز، والانفراد، والصّدارة، والخبرة، والمرجعيّة، والعالميّة.

ولهذا؛ يحرصُ القائمون عليه على استقطاب كلّ ما هو جديد ومفيد طَرَأ في عالم التكنولوجيا الرّقميّة الحديثة، وتطويعه ضمن خدمات المركز وَفق خطةٍ متسقة، متكاملة الأركان، تحكمها أسسٌ استُنِدت في وضعها إلى معايير من التّميّز، والتّمكين، والاستدامة، والمرونة، والتّشاركية، والمساواة، والمسؤولية المجتمعيّة، وقد جرى تنفيذ جزء كبير منها، ويُجرى العمل على استكمال ما تبقّى منها.

مدير مركز "التّميّز في التّعلّم والتّعليم"، الدكتور رائد الطاهر، قال في تصريحاتٍ له إنّ فكرة إنشاء المركز لم تكن وليدة اللّحظة، بل تبلورت بعد سلسلةٍ من المباحثات والنقاشات التي أجراها مجلس عمداء الجامعة في عددٍ من خلواته التي عُقدت في محافظة العقبة، تدارسوا خلالها مواطنَ الضّعف الّتي يُعاني منها قطاع التّعليم الجامعيّ في الأردنّ، وأبرزَ التّحديات التي كانت – ولا تزال – تعصف به بشكل عام، وما طرأ من مستجدّات وتداعيات ما بعد جائحةِ كورونا بشكل خاص، الأمر الذي أدى إلى التوجّه نحو التّعليم الإلكتروني كخيارٍ بديل، وإدماجه بالتّعليم الوجاهي.

وأضافَ: "تمّ على إثر ذلك إجراء تحليل رباعي يقوم على أربعةِ محاور، هي: نقاط الضّعف، ونقاط القوة، وفرص التحسين، والتحديات"، مشيرًا إلى أنّ ما خلص إليه التحليل من نتائج كان سببًا في صدور قرارٍ من مجلس عمداء الجامعة باستحداث مركز لإدارة عمليات التّعلّم، وتشكيل لجنة من المتخصصين لوضع مسودة تأسيسيّة للمشروع مطلع عام 2023.

وأكّد الطّاهر أنّ اقتران اسم المركز بمفردة "التّميّز" لم يكن عبثًا، بل جاء تماشيًا مع رؤيةِ الجامعة القائدة الذّكيّة، التي باتت تزاحم مصافّ الجامعات العالميّة المتميّزة، لما أطّرته من سمعة أكاديميّة وعلميّة نُباهي بها في مختلف المحافل الدَّوليّة، ولإصرارها – بعزمٍ وجدٍّ ومثابرة – على استقطاب كلّ ما هو عالميّ ومتميّز من تطبيقاتٍ وبرامج وتقنيات تعليميّة، تُثري من سجلّ خبراتها ومنجزاتها، وتُطوَّع ضمن مهام ومسؤوليات المركز، لتكون أكثر شمولية. وبهذا، تكون الجامعة الأردنيّة صاحبة السّبق في تأسيسِ مركز وطني وَفق رؤًى وتطلّعات عالميّة يطمح إلى تحقيقها في أدائه، أو في تطبيقه لمقاييس عالمية في التّعلّم والتّعليم، لتقديم خدمات تعلّميّة وتعليميّة بأعلى مستوى من الجودة، وتطويرها باستخدام أفضل المعايير العالميّة.

وكان مركز "التّميّز في التّعلّم والتّعليم" قد اتّخذ من أهدافه التي وضعها نصب عينيه "بوصلةً" تمكّنه من توثّب عتباتٍ متقدّمة في رحاب الفضاء الرّقمي، وتحقيق قفزات نوعيّة يُشاد بها، مستفيدًا من خلاصة مجهودٍ بذله القائمون في بعض المراكز العلميّة التي أُنشِئَت في وقتٍ سابق ولم تَعُد قائمة بمسمياتها في وقتنا الراهن، بعد أن تقرر دمجها أو إلغاؤها؛ حيثُ كانت سببًا في انضمام الجامعة الأردنيّة إلى الحركة التّعليميّة المفتوحة العالميّة من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما قدّمت كثيرًا من خدماتها لباحثي الجامعة من أعضاء الهيئة التدريسيّة وطلبتها في مجالات الاختبارات والمقاييس والتّحليل الإحصائي، ليواصل المركز عمله على ما أُنجز والتوسّع فيه، بغية إحراز مراتب ريادية عن استحقاقٍ وجدارة.

ولهذا، يواظبُ المركز، وضمن منهجيّة عمله، على تعزيزِ ثقافة جودة التّعلّم والتّعليم والخدمات التّعليميّة، بهدف رفع كفاءة المخرجات التّعليميّة وتطوير بيئة محفّزة وداعمة للإبداع والابتكار، والارتقاء بمنظومة التطوير المؤسسي من خلال دمج تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها، والتحوّل الرقمي في البرامج التعليمية، لتحسين ممارسات التعليم الجامعي، وصولًا إلى تعلّمٍ أكثر حداثة وفاعلية. 

كما يعملُ على تقديم حلولٍ شاملة ومتكاملة لقياس نتاجات التعلّم المنشودة للخطط والبرامج، من خلال تحليل الاختبارات، واستخدام أساليب التقييم المختلفة. ويقدّم المركز كذلك دعمًا لأعضاء هيئة التدريس وتطوير قدراتهم، وتشجيعهم على تحقيق التميّز في مجال التعليم والتعلّم، إلى جانب مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين وتعزيزها، من خلال توفير بيئة تعليمية جاذبة ومشوّقة، تطرح خيارات واسعة من المصادر التي تلبّي احتياجات جميع فئات الطلبة، بمن فيهم الطلبة من ذوي الإعاقة، وذلك من خلال تهيئة القاعات الصفية والمرافق الخارجية، وتوفير منصّات تعليمية وتطبيقات تُسهِم في جعل التدريس متكافئًا ومتاحًا للجميع.

 تعقيبًا على ذلك، أوضح الطّاهر أنّ المركز يحرصُ على استحداث برامج أكاديميّة جديدة، وتطوير ما هو قائم من برامج، من حيثُ محتواها التّعليميّ، بما يضاهي المعايير العالميّة، ويواكبُ متطلبات سوق العمل، وذلك استنادًا إلى دراسات واستبيانات أُجريت للوقوف على احتياجات سوق العمل وأربابه، إلى جانب تقييم السمعة التّوظيفيّة لخريجي الجامعة الأردنيّة، بهدف تحسينها والارتقاء بها.

ولأنه جيلٌ يختلف عن الأجيال السابقة في طموحه، في قدراته، في أحلامه، وفي قابليته لنهل المعرفة وتلقي المعلومة، فقد أكَّد الطاهر سعي المركز إلى تنميةِ مهارات الطّلبة الرّقميّة واللّغويّة والنّاعمة، والرفع من كفاءتهم، لتمكينهم من شقّ طريق مستقبلهم بمنتهى العزيمة والتنافسية.

وأشار الطاهر إلى أنّ من أبرز المهام التي يتولّى المركز مسؤولية القيام بها: الإشراف على عمليات التقييم على مستوى الجامعة، وتنويع أساليبها، وتوحيد سياسات إجراء الامتحانات وضبطها، وتوفير محطة مركزية لتنظيم حجوزات قاعات الامتحانات، إلى جانب تنظيم أعمال المراقبة على مستوى الجامعة. 

كما لفت إلى الخدمات المتخصصة في التحليل الإحصائي التي يقدمها للباحثين من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وذلك بالتعاون مع نخبة من خبراء التحليل الإحصائي، بهدف تسريع وتيرة الإنتاج البحثي، لا سيّما بعد أن تقرر إلزامية إجراء التحليل عبر المركز لضمان جودة مخرجات الرسائل والأطروحات، ونشرها في مجلات علميّة عالميّة.

ها قد آن الأوان لسرد تفاصيل قصة النجاح التي سطّرها "مركز التّميّز في التّعلّم والتعليم"، كتجرِبة رائدة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات الأردنيّة، لما أحدثته من تحوّل نوعي ونقطة ارتكاز رئيسة في مسيرة الجامعة، حتى أضحت أنموذجًا يُحتذى به.

كما أنّ الدّاعم الأوّل لترجمة هذه التجرِبة على أرض الواقع، رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، قد ارتأى، في إحدى مشاركاته العلميّة خارج أسوار الجامعة، أن يتخذَ منها محورًا لموضوع ورقته التي عرضها أمام قامات أكاديمية ووطنية، أعربت بدورها عن شديد فخرها بهذا المنجز، مبدية رغبتها في تعميمه والاقتداء به في مؤسساتهم التّعليميّة، بما يسهم في تعزيز جودة التّعليم والارتقاء بمنظومته، وَفق أعلى المعايير الأكاديميّة.

الحديث هنا عن مشروع "رقمنة المحتوى التّعليميّ وإنتاج المحاضرات التفاعليّة النموذجيّة"، الذي احتفلت الجامعة رسميًا بإطلاقه مؤخرًا، بعد إنجاز مراحل متقدّمة منه، ولا يزال العمل على تحديثه جاريًا على قدم وساق، وبشكل مرحلي، وذلك ضمن المخططات الموضوعة له، وفي إطار المدّة الزّمنيّة المحدّدة، والتي من المتوقّع أن تمتد لسنتين أو ثلاث على أبعد تقدير.

من الذّرة إلى المجرة، فضّل مدير المركز أن يحدّثنا عن هذا المشروع، مستهلًا قوله: "أستطيع أن أجزمَ بأن مركز التّميّز في التّعلّم والتّعليم قد بدأ في رسم ملامح مستقبله الذي وُجد من أجله، بعد أن أعدّ الخطّة، وانتهز الفرصة لتنفيذها بكلِّ حذافيرها، مسطّرًا إنجازًا علميًا حتمًا سيتوّج به مسيرته."

وقد تجلّى ذلك في مشروع "رقمنة المحتوى التّعليميّ وإنتاج المحاضرات التّفاعليّة النّموذجيّة"، الذي بدأ الإعداد له في سبتمبر/أيلول من عام 2024. وتتمحور فكرته حول تصميم وتحويل المحتوى الأكاديمي التقليدي للمحاضرات إلى مواد تعليميّة تفاعليّة؛ تتضمن نصوصًا، وصورًا، وفيديوهات، وأنشطة تفاعلية، تُعرض بطريقة مسموعة ومرئية. وتعتمد هذه العملية توظيف أدوات ووسائل تعليميّّة متقدِّمة ومبتكرة لتقديم المواد الدِّراسيّة بأسلوب تفاعلي، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجودة في التّعليم.

وأضاف الطاهر أنّ هذه العمليّة تشمل برمجة المحتوى وتفعيله بشكل كامل عبر منصات التعلّم الرّقمي في الجامعةِ الأردنيّة، والتي خُصصت لتخاطب الطلبة، أو كما يُطلق عليهم اليوم "متعلمو العهد المعاصر"، ما يتيح لهم التفاعل مع المواد الدِّراسية بطرق مبتكرة وفاعلة، وأكّد أنّ التّسارع الملحوظ في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتّغيّر السّريع في النظام التعليمي وطرائق التدريس، والاستجابة لمواجهة التحديات المتمثلة في سد الفجوة بين المعرفةِ النّظرية والتطبيق العملي، كلها أسباب اجتمعت لوجود مثل هذا المشروع الريادي.

وبيّن الطاهر أنّ مشروع رقمنة المحتوى التعليمي قد لاقى دعمًا كبيرًا من إدارة الجامعة، لما له من أهمية في تعزيز تجرِبة التعلّم، وتنمية مهارات الطّلبة في التّفكير النّاقد، وترسيخ قيم الابتكار والريادة لديهم، وتمكين أعضاء هيئة التّدريس رقميًا، والارتقاء بجودة التعليم من خلال تعزيز التحول الرقمي في البرامج الأكاديمية بأسلوب حديث يواكب أفضل الممارسات العالمية، إلى جانب توفير حلول شاملة للرقمنة، وأيضًا دوره في التطوير المؤسسي الرقمي.

وقد آمنت الجامعة بأن المعرفة تتغيّر باستمرار، وحتى تواكب هذا التغيّر، لا بدَّ من المضي قدمًا في هذا الركب المتسارع، والسّعي نحو التّطوّر، لذا جاء دعمها للمركز بشكل عام، ولمشروع رقمنة المحتوى بشكل خاص، سخيًا من حيثُ الرعاية والاهتمام، وتذليل التحديات المالية والإنشائية تدريجيًا، وتوفير الإمكانيات الّلازمة، لضمان إنجاز المشروع الذي ينبض بسياستها نحو الريادة والإبداع والابتكار.

وعليه، عمدت الجامعة إلى تهيئة استوديو متكامل مجهّز بأحدث التقنيات لتسجيل وإنتاج المحتوى التفاعلي، وتوفير أجهزة تصوير عالية الدّقة، وحواسيب متطوّرة لدعم عمليات الإنتاج والمونتاج، واستخدام برمجيات متقدِّمة للتحرير وإخراج المواد التّعليميّة بجودة واحترافية، إضافة إلى توظيف كفاءات بشرية مؤهلة تمتلك الخبرة والمهارات العالية في مجالات التعليم الرقمي والإنتاج الإعلامي. كما عملت على تحديث القاعات الصفية إلى قاعات ذكية تفاعلية، سعيًا منها نحو تجويد المحتوى الرقمي.

وأكَّدَ الطّاهر أن توفير قاعات ذكية مجهّزة بتكنولوجيا متطورة يعكس مواكبة الجامعة لأحدث التصورات العالمية لبنية تحتية حديثة في المؤسسات التعليمية، لما تتيحه من فرصة لنقل تجربة التعليم الحضوري إلى مستوى رقمي عالي الجودة. ويتم توثيق المحاضرات بشكل يسمح باستخدامها لاحقًا كمواد تعليمية رقمية تُوفر في منصة التعلم الإلكتروني مباشرة بعد انتهاء كل محاضرة.

وأشار إلى أن تنفيذ المشروع يترافق مع ثلاث مراحل أساسية، هي: مرحلة ما قبل الإطلاق، وتعنى بالإجراءات التنفيذية لإنتاج المحتوى الرقمي التعليمي ضمن وقت معياري محدد، ومرحلة الإطلاق، ومرحلة الترويج من خلال تنفيذ حملة تدريبية تستهدف أعضاء هيئة التدريس، عبر إشراكهم في ورش عمل تدريبية تمهيدًا لتبديد مقاومة التغيير التي قد تنتاب البعض منهم.

ورغم ضيق الوقت، وعظم الجهد المبذول في تنفيذ هذه العملية الإنتاجية المرهقة التي تتطلب دقة وتركيزًا، إلا أن المشروع مستمر بوتيرة متسارعة، وأسفر عن نتائج مبهرة، سواء في عدد المواد الدراسية، أو عدد المحاضرات، أو عدد الفيديوهات المنتجة. فقد تم تدريس أول 12 مادة دراسية مرقمنة بالكامل خلال الفصل الدراسي الحالي، علمًا بأن المادة الواحدة تتضمن (72) فيديو منتج. ويجري العمل حاليًا على إنجاز 50 مادة أخرى مرقمنة بالكامل، سيتم تدريسها للطلبة مطلع الفصل الصيفي القادم. كما يُتوقّع خلال العام الأكاديمي (2025-2026) إنجاز أكثر من 300 مادة تدريسية.

وبعد، فإنّ "مركز التّميّز في التّعلّم والتعليم" لا يزال يستشرف مستقبله برؤى ثاقبة، وعزيمة ماضية نحو مزيد من التقدّم، والتميّز، والرفعة، والإنجاز، والتّطوّر، كما ولا تزال الآمال معقودة على تحقيق مزيد من الطموحات التي تجعل منه مصدرًا للعلم المرقمن يضاهي بجودته العالمية. وأبرز تلك الطموحات، البدء في إنشاء مبنى خاص للمركز بعد أن تكفّل أحد المتبرعين ببنائه وتجهيزه بالكامل، وسيحمل اسمه، بالإضافة إلى افتتاح مزيد من الاستوديوهات لدعم إنتاج المحتوى التعليمي.

ويتطلع المركز في المراحل المقبلة من تنفيذِ المشروع إلى التوسّع في إنتاج المواد التّعليميّة على مستوى البكالوريوس والدِّراسات العليا، واستحداث برامج تدريبية ودبلومات مهنية رقمية، يتم تصميم محتواها وتقديمها إلكترونيًا، ويُمنح الملتحقون بها شهادات معتمدة، بما يعزّز من فرصِ تطوير المهارات المهنية، ورفع كفاءة الكوادر في مختلفِ المجالات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمات المفتاحية