مؤاب - يواصل الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، في ظل تصاعد الضغوط الدولية على حكومة بنيامين نتنياهو بسبب استمرار العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية. فقد أدى الحصار الذي استمر لأكثر من شهرين، وخفف جزئيا الأسبوع الماضي، إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمواد الأساسية.
ووفق وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 54,381 شهيدا و124,054 مصابا، بينهم آلاف الأطفال والنساء. ومنذ 18 آذار/مارس الماضي بلغ عدد الشهداء 4,117، فيما أصيب 12,013.
وفي اليوم الـ76 من استئناف الحرب، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة غرب رفح جنوبي القطاع، حيث استهدفت شبانا كانوا يتجمعون قرب نقطة توزيع مساعدات أميركية، ما أدى إلى استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة 120 آخرين، وفقا للدفاع المدني.
وقال مدير الإسعاف والخدمات الطبية في شمال غزة، فارس عفانة، إن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى موقع الاستهداف، مما أعاق عمليات الإغاثة، مشيرا إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف سيارات الإسعاف، وسط نقص حاد في عددها.
من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما حدث مجزرة بحق المدنيين، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم الاحتلال.
سياسيا، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردها على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مشيرة إلى أنه يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من غزة، وضمانا لتدفق المساعدات الإنسانية. وأوضحت الحركة أنها ردت إيجابيا مع طلب إدخال بعض التعديلات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الحركة أن من بين التعديلات المقترحة: تنفيذ اتفاق إطلاق سراح الأسرى على ثلاث مراحل خلال هدنة تمتد 60 يوما، وتوسيع توزيع المساعدات لتشمل جميع المناطق. كما تطالب حماس بضمانات واضحة بأن الاتفاق سيُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في المقابل، اعتبر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الرد غير مقبول، واصفا إياه بأنه يمثل تراجعا في المفاوضات، مطالبا حماس بقبول المقترح الحالي كأساس للمضي قدما في المحادثات.