مؤاب - في مساءٍ من مساءات العمر التي لا تُنسى، وبرعاية رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، وبحضور نواب الرئيس، وعميد كلية العلوم التربوية/رئيس مجلس إدارة المدرسة، والأهالي، والمعلمين، وأصحاب الشأن التربوي، احتفلت مدرسة الجامعة الأردنية بتخريج الفوج التاسع والثلاثين من طلبتها، في حفلٍ بهيج سكنه الفرح، وزيّنته دموع الامتنان، ووقف فيه الأبناء على عتبة الحلم، يُلوّحون لمرحلةٍ طُويت بأمل، ويستعدّون لرحلة جديدة نحو المستقبل.
مدير المدرسة، الدكتور عوض الطراونة، استهلّ كلمته بكلماتٍ نابضة بالعاطفة والمسؤولية، حيث خاطب الطلبة قائلًا:
“لا ترضَوا يا أبنائي بمنقصةٍ وذلّ، وازرعوا في أنفسكم الكرامة، فالوطن لا يُبنى إلّا بهمّتكم، ولا يُحفظ إلا بعلمكم وصدقكم… لا تستهينوا بكلمة الحق، فهي سهم التغيير وراية المجد.”
وأضاف الطراونة، موجّهًا تحية لكل من أسهم في هذه المسيرة من معلمين وأولياء أمور، أن الوطن لا يعلو إلا بسواعد مَن أحبّوه، وأن مدرسة الجامعة الأردنية كانت وستبقى صرحًا للعلم والتربية الأصيلة.
وفي كلمةٍ مؤثرة، ألقتها مساعد عميد كلية العلوم التربوية لشؤون المدرسة والروضة، الدكتورة علا حويان، توجّهت فيها إلى الخريجين:
“أنتم زهرات تعبِنا وثمرات صبرنا… اليوم تبدأ رحلتكم الحقيقية. لا تجعلوا النجاح لحظةً عابرة، بل اجعلوه أسلوبَ حياة. تسلّحوا بالتقوى، واصنعوا الفرق أينما حللتم. كونوا خير سفراء لمدرستكم ولوطنكم.”
كما خاطبت الأهالي قائلة:
“أنتم الجذور التي أنبتت هؤلاء النجوم… اليوم تحصدون ما زرعتم، فهنيئًا لكم دموع الفرح، وهنيئًا لكم قرة أعينكم.”
تضمّن الحفل فقراتٍ إبداعية متنوّعة أضاءت القلوب قبل أن تُضيء المسرح، أبرزها فقرة الأطفال “هاتِ القلم والدّفتر”، وأوبريت “رؤية ملك”، إلى جانب كلماتٍ ملهمة باللغتين العربية والإنجليزية قدّمتها الطالبتان اليسار الغزوي وطيبة زغول، لتُعبّرا عن روح المدرسة التي تجمع بين الأصالة والانفتاح.
وفي لحظةٍ اختلطت فيها رمزية الإنجاز بصدق المشاعر، تم تسليم الراية إلى الفوج المقبل، ثم بدأت مراسم تكريم الطلبة الخريجين وتوزيع الشهادات والدروع، وسط تصفيق الأهالي وزغاريد الأمهات.
لم تكن المناسبة مجرد احتفالٍ بالتخرّج، بل كانت شهادة محبة ووفاء من إدارة المدرسة ومعلميها الذين لم يبخلوا بعلم ولا وقت. وقد سُجّلت كلمات شكرٍ خاصة لمعالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، رئيس الجامعة، وعمادة كلية العلوم التربوية، ولكل فردٍ من كادر المدرسة الإداري والتعليمي، الذين جعلوا هذا اليوم ممكنًا بكل فخر.
واختُتم الحفل بالدعاء أن يحفظ الله الأردن، أرضًا ومليكًا وشعبًا، وأن يبقى هذا الوطن منارةً للعلم والحياة، تُضيء درب كل من حمل القلم والحلم.