مؤاب - في سابقة نوعية على مستوى مستشفيات وزارة الصحة، تمكن فريق طبي مشترك من قسم الأشعة التداخلية وقسم الأمراض الصدرية في مستشفى البشير من إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 68 عاماً، كان يعاني من نزيف حاد في الرئة اليمنى (Hemoptysis) نتيجة تليف رئوي مزمن، مما تسبب في فقر دم شديد وهدد حياته بشكل مباشر.
وكان من المقرر إخضاع المريض لعملية جراحية كبرى لاستئصال جزء من الرئة، إلا أن التنسيق الفوري والدقيق بين فريق الأشعة التداخلية وفريق الأمراض الصدرية أتاح بديلاً آمناً وفعالاً، حيث تم اللجوء إلى القسطرة العلاجية كخيار إنقاذي.
وقد أُجريت عملية انصمام الشريان القصبي (Bronchial Artery Embolization) بنجاح في غرفة القسطرة، تحت قيادة مباشرة من الدكتور محمد نصر نزال، أخصائي الأشعة التداخلية والقسطرة، الذي أظهر براعة استثنائية في إدارة الحالة والتدخل الدقيق لإنهاء النزيف الرئوي عبر القسطرة الفخذية، مستخدمًا جزيئات دقيقة (PVA particles) لإغلاق الشريان النازف. لقد شكّل هذا التدخل لحظة حاسمة أنقذت حياة المريض دون الحاجة لأي تدخل جراحي، وبلا مضاعفات تُذكر. وشاركه في الإجراء الدكتور أنس شهاب، أخصائي الأشعة التداخلية والقسطرة.
ويُسجَّل أيضًا للدكتور طه اللوزي، استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة، دور بارز في تشخيص الحالة بدقة عالية، إذ تمكّن من تحديد مصدر النزيف بسرعة وكفاءة، مما أسهم في تحويل المسار العلاجي من الجراحة المفتوحة إلى القسطرة العلاجية، في قرار طبي أنقذ حياة المريض فعليًا. وقد تابع الدكتور اللوزي الحالة سريريًا منذ لحظة دخولها وحتى استقرارها بعد الإجراء، ضمن إشراف طبي مكثف.
كما شارك في هذا الإنجاز فريق تمريض الأشعة التداخلية ممثلاً بـالممرضة القانونية ديما عبد الرحمن والممرض القانوني شريف سمور، إلى جانب فنيي الأشعة الذين أسهموا بشكل أساسي في تجهيز وتنفيذ العملية بنجاح من الناحية التقنية.
ويُعد هذا الإنجاز أول حالة من نوعها تُجرى في مستشفيات وزارة الصحة الأردنية باستخدام تقنية الانصمام الشرياني لعلاج النزيف الرئوي، ما يعكس مدى التطور الذي تشهده خدمات الأشعة التداخلية والتكامل الطبي في مستشفى البشير، ويؤكد على أهمية الخبرات الطبية الوطنية والعمل الجماعي المنسّق في إنقاذ الأرواح وتقديم رعاية صحية متقدمة.