مؤاب - شهد العالم خلال صيف 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، في ظل استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، مما تسبب في موجات حر شديدة طالت مناطق واسعة من الكرة الأرضية، وأسفرت عن خسائر بشرية وبيئية واقتصادية متزايدة.
وبحسب بيانات خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن شهر يوليو 2025 سجل ثالث أعلى حرارة شهرية في التاريخ، بينما كان يونيو ثالث أحرّ شهر يونيو على الإطلاق، مع متوسط درجات حرارة تجاوزت 1.3 درجة مئوية فوق المعدلات الطبيعية لما قبل الثورة الصناعية.
وشهدت أوروبا موجات حر قياسية هذا الصيف، خاصة في إسبانيا والبرتغال، حيث توفي أكثر من 2,300 شخص خلال 10 أيام فقط. كما تعرضت شمال أوروبا، بما في ذلك السويد والنرويج، لدرجات حرارة أعلى من المعتاد بـ10 درجات مئوية، ما أدى إلى اندلاع حرائق غابات وتضرر المحاصيل.
وفي الشرق الأوسط، تخطت درجات الحرارة في الإمارات 51.8 درجة مئوية في الأول من أغسطس، في واحدة من أعلى القراءات منذ سنوات، مما شكل تحديًا كبيرًا للبنى التحتية وأنظمة التبريد.
المحيطات بدورها لم تكن بمنأى عن تأثيرات الحرارة، حيث شهدت 84% من الشعاب المرجانية حول العالم حالات تبيّض واسعة خلال الفترة بين 2023 و2025، في أسوأ حدث تبيّض مُسجل في التاريخ الحديث، نتيجة ارتفاع حرارة مياه البحار.
من جهة أخرى، حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن العالم قد يشهد خلال السنوات الخمس المقبلة تجاوزًا متكررًا لمستوى 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي، وهو الحد الذي تسعى اتفاقية باريس للمناخ إلى تجنبه.
ويعد صيف 2025 حلقة جديدة في سلسلة فصول الصيف الحارّة التي يفاقمها تغير المناخ، وسط دعوات متزايدة من العلماء والمناخيين للحكومات لتسريع إجراءات خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.