crossorigin="anonymous">

ازدحامات مرورية خانقة في الأردن... وخبراء يدعون إلى حلول مستدامة

مشاركة

مؤاب-خاص- تواجه المملكة الأردنية أزمة مرورية متفاقمة، باتت تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، لا سيما في العاصمة عمان وبعض المدن الكبرى، وسط مطالبات متزايدة بوضع حلول فاعلة ومستدامة تخفف من حدة الازدحامات وتحد من الهدر في الوقت والوقود.

وتتركز الأزمة بشكل خاص في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، حيث تمتد طوابير المركبات لعدة كيلومترات، ما يؤدي إلى تأخير الموظفين والطلبة، وزيادة معدلات التوتر والحوادث.

أسباب الأزمة

بحسب مختصين في قطاع النقل، تعود الأزمة إلى عدة أسباب متراكمة، أبرزها:

الزيادة المستمرة في عدد المركبات الخاصة، حيث تُقدّر الإحصاءات غير الرسمية بأن هناك أكثر من 1.8 مليون مركبة مسجلة في عمان وحدها.

ضعف منظومة النقل العام، ما يضطر المواطنين للاعتماد شبه الكامل على سياراتهم الخاصة.

البنية التحتية غير الكافية، وعدم مواكبة الطرق الحالية للنمو السكاني والعمراني المتسارع.

غياب التخطيط المروري طويل الأمد، إلى جانب نقص مواقف السيارات في العديد من المناطق الحيوية.


أثر الأزمة على المواطن والاقتصاد

تقول يارا الطراونة، موظفة في القطاع الخاص، إنها تقضي أكثر من ساعتين يوميًا في طريقها من منزلها في ماركا إلى عملها في الشميساني. وتضيف:

> "الوضع لم يعد يُحتمل، أصبح جزءًا من يومنا أن نُضيّع وقتًا طويلاً فقط في التنقل. حتى باصات النقل العام لا تفي بالغرض."

اقتصاديون أشاروا إلى أن الخسائر السنوية الناتجة عن الاختناقات المرورية قد تُقدّر بملايين الدنانير، نتيجة ضياع الوقت والإنتاجية، وزيادة استهلاك الوقود، والتأثير السلبي على الصحة النفسية.

الحلول المطروحة

في ظل هذا الواقع، يرى مختصون أن الحل لا يكمن فقط في توسيع الطرق أو إنشاء الجسور، بل في اعتماد سياسة مرورية شاملة، تشمل:

تطوير وتوسعة شبكة النقل العام، وعلى رأسها مشروع "الحافلات السريعة" (BRT) ليغطي كافة مناطق العاصمة.

استخدام أنظمة النقل الذكية (ITS) لتنظيم الإشارات المرورية وتوجيه الحركة بشكل فعّال.

تحفيز المواطنين على استخدام النقل المشترك، من خلال تسهيلات وأسعار رمزية.

تحديد ساعات دوام مرنة في المؤسسات لتقليل الضغط في أوقات الذروة.

تشجيع استخدام الدراجات والمشي في المناطق المناسبة، من خلال بنية تحتية صديقة للبيئة.

وفي حين يتوقع من الحكومة ان تضع الازمة المرورية ضمن أولوياتها،  وأن تضع خطط قيد التنفيذ لتوسيع مشروع BRT، وتحسين خدمات النقل العام، فإنه يتوقع أن تعمل على دراسة إنشاء تقاطعات جديدة لحل بعض نقاط الازدحام المعروفة مثل دوار المدينة الرياضية والدوار السابع.

إلا أن مواطنين يرون أن الحلول لا تزال بطيئة، ويأملون بتحركات ملموسة خلال الفترة المقبلة.

واخيرا تبقى الأزمة المرورية في الأردن تحديًا مركبًا يحتاج إلى تعاون بين الجهات الرسمية، والمواطنين، والمختصين، في سبيل التخفيف من الأعباء اليومية وتحقيق تنقل أكثر كفاءة وعدالة واستدامة

الكلمات المفتاحية