مؤاب – وسط تنوع طبيعي وتاريخي فريد، يظل الأردن وجهة سياحية تملك كل مقومات النجاح، لكن واقع القطاع يكشف عن فجوة واضحة بين الإمكانات الضخمة والنتائج المحققة على الأرض.
فمن البتراء، إحدى عجائب الدنيا السبع، إلى وادي رم وصحرائه الساحرة، ومن البحر الميت أخفض بقعة على وجه الأرض، إلى المواقع الدينية التي تستقطب الحجاج والزوار، يمتلك الأردن ما يؤهله ليكون لاعبًا رئيسيًا على خريطة السياحة العالمية. إلا أن البنية التحتية في بعض المواقع ما زالت بحاجة إلى تطوير، والخدمات السياحية تعاني تفاوتًا في الجودة، فيما الحملات الترويجية لا تصل بالزخم الكافي إلى الأسواق المستهدفة.
ورغم الجهود الحكومية التي شملت ترميم مواقع أثرية وافتتاح فنادق ومنتجعات جديدة، وتدريب كوادر عاملة في القطاع، إلا أن التحديات تبقى قائمة، وفي مقدمتها موسمية السياحة، وارتفاع أسعار الإقامة مقارنة بدول منافسة، وضعف الربط الجوي المباشر مع أسواق جديدة، فضلًا عن التأثر السريع بالتقلبات السياسية في المنطقة.
ويرى مختصون أن تطوير السياحة الأردنية يحتاج إلى خطة وطنية جريئة تتضمن تحسين البنية التحتية، وتوسيع الاستثمار في السياحة العلاجية والبيئية وسياحة المغامرة، إلى جانب إطلاق حملات تسويق دولية مكثفة، وتقديم حوافز للمستثمرين، وتحسين منظومة النقل البري والجوي.
ويحذر الخبراء من أن إبقاء هذا القطاع رهينة لجهود موسمية متفرقة قد يبدد فرصًا اقتصادية كبيرة، إذ أن السياحة – إذا أُديرت بكفاءة – يمكن أن تصبح أحد أعمدة الدخل القومي، وتفتح آفاقًا واسعة للتنمية المجتمعية وحماية التراث الأردني للأجيال القادمة.