مؤاب - قدّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إحصائيات نشرتها منتصف الشهر الحالي، أنّ أكثر من 133 ألف لاجئ سوري، مسجلون لدى المفوضية، عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ الـ8 من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي وحتى منتصف الشهر الحالي.
وظلت التركيبة السكانية للعائدين مماثلة للأسابيع السابقة، حيث مثلت النساء والفتيات نحو 48 % من إجمالي اللاجئين العائدين. وشكل الأطفال نحو 43 %، وشكل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا نحو 20 % من إجمالي العائدين. ويواصل غالبية اللاجئين العودة من المجتمعات المضيفة، وخاصة من عمان وإربد.
وبحسب المفوضية فإنّه ومنذ سقوط النظام السابق في الـ8 من كانون الأول (ديسمبر) وحتى نهاية تموز (يوليو) الماضي. وقد عاد 746,300 لاجئ منهم للبلاد من الخارج، فيما يتوقع بأن يستمر عدد العائدين بالارتفاع. كما عاد أكثر من 1.5 مليون نازح داخلي لبلداتهم وقراهم ومدنهم الأصلية منذ نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.
وبحسب المفوضية، فإن 14 % من السوريين العائدين لبلادهم والمسجلين لديها، كانوا من اللاجئين السوريين في الأردن، فيما كانت الغالبيّة من لبنان وبنسبة 41 %، ثمّ تركيا بنسبة 36 %.
وتتوقع المفوضيّة، أنّ نحو 16.5 مليون شخص في جميع أنحاء سورية سيحتاجون لمساعدات إنسانية العام 2025.
وكانت المفوضية قدّرت حاجتها لـ575.4 مليون دولار لعملياتها في سوريّة العام الحالي، وجرى تمويل 22 % من هذه الاحتياجات فقط حتى نهاية تموز (يوليو) الماضي. وفي بداية بداية الشهر الحالي، أكدت تقارير المفوضية انعكاس أعمال العنف في منطقة السويداء على أعداد ونسب العودة للاجئين السوريين، إذ أشارت لانخفاض عدد العائدين من الأردن إلى سورية في أول أسبوع من الشهر نفسه بنسبة 28 % مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.
يشار هنا إلى أنّ المنظمة الدولية للهجرة، أكدت في رصد أخير نشر قبل أيام أن النازحين واللاجئين السوريين الذين عادوا لبلادهم، غالبًا ما يواجهون مواطن ضعف مستمرة مرتبطة بالنزوح، بما في ذلك نضوب المدخرات، ومحدودية فرص الحصول على سبل العيش، وتضرر المساكن، وصعوبة استعادة الممتلكات أو الحصول على الوثائق.
وأشارت إلى أنّه كثيرًا ما تتفاقم هذه الصعوبات الشخصية، بسبب التغييرات في البنية التحتية المجتمعية والخدمات العامة التي حدثت أثناء غيابهم. موضحة "أنّ استقرار الوضع الأمني أمر أساسي لتشجيع العودة، إذ لا يُمكن ضمان معايير الحلول الدائمة المتبقية، دون توفير السلامة الأساسية للحياة"، مؤكدة على أنّ "استمرار انعدام الأمن يهدد استدامة إعادة الإدماج، ويؤدي لإعادة النزوح، بحيث أفاد 30 % من المستجيبين للاستطلاع إلى أنهم قد يفكرون قريبًا في المغادرة، إما بالنزوح مرة أخرى، أو بالنزوح لأول مرة، في الأشهر الستة المقبلة.
وكانت المفوضية توقعت عودة 200 ألف لاجئ سوري في الأردن العام الحالي، مع الإشارة إلى أنّ مسحا أجرته بداية العام، أشار إلى أنّ 40 % من اللاجئين السوريين في الأردن، أعربوا عن الرغبة بالعودة خلال الـ12 شهرًا المقبلة، مقارنة في أن 60 % من المجيبين، لم يحسموا أو لا يرغبون بالعودة إلى سورية في الأشهر الـ12 المقبلة.