مؤاب – لينا عبيدات
في الوقت الذي يعد الطلاق من أكثر المشاكل تأثيرا في بناء الاسر ،لما فيه من هدم للأسرة وتفككها وبما ينعكس على الأطفال اوضح خبراء ومختصون على ان الانفصال العاطفي يعد من ابرز اشكال الطلاق واصعبها على الزوجين .
ورغم تعدد أشكال ومفاهيم الطلاق وظهور مفاهيم جديدة سائدة في المجتمع الا ان الإنفصال العاطفي من ابرزها واقساها على الاسرة.
ويُعرف الطبيب النفسي علاء اللحام الإنفصال العاطفي بأنه "إنفصال مشاعري وعاطفي يحصل بين الزوجين مع ديمومة الصيغة القانونية الاجتماعية للزواج "
واضاف ويمرالانفصال العاطفي بعدة مراحل سلبية منها ما يسمى بالصمت الزوجي والذي يعد أحد أشكال الجمود في العلاقة الزوجية عندما لا يكون هناك تبادل في الأحاديث والمشاعر مع الطرف الآخر(الزوج او الزوجة) مما يزيد من الفجوة بين الزوجين والتي بدورها تهدد العلاقة بعدم الإستمرارية .
وزاد "أن هناك الكثير من المشاكل بين الازواج في اساسها يكون من عدم الاشباع الجنسي للشريكين او أحدهما ... باعتبار ان الجنس هو وسيلة أساسية لزيادة الاتصال البدني والعاطفي بين الازواج.
وأوضح ان الزواج يحقق ارتباط ذهنيا بين مع الشريك وعليه فان الخلل الذي يحصل في العلاقة الجنسية بين الازواج هو إيذان بالتصدع الوجداني أساسا مرورا بالإنفصال العاطفي وانتهاءا بالإنفصال الصريح بمفهومه القانوني وهو الطلاق..
بدورها أكدت الأخصائية النفسية لارا عبيد ، على أن الصمت بين الزوجين هو أخطر أعراض الإنفصال ، فالزواج يقوم على اساس التشاركية والتعامل وفق نمط "جدية العلاقة "اما تعامل الزوجين ووكأنهما زملاء عمل ، يغيب العلاقة الحميمة فيما بينهم دون وجود أعذار طبية أو ضغوط نفسية .
وأوضحت ان من الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الأنفصال ، الخيانة الزوجية وإنعدام الثقة والإختلاف الثقافي ، وتحقير الزوجين لبعضهما البعض.
وفي السياق تؤكد ( م.ي ) وهي إمرأة اربعينية ، متزوجة منذ ما يقارب العشرين عاما قالت " ، أنها تعيش حالة من الإنفصال العاطفي منذ فترة طويلة ، مؤكدة ان زوجها العصبي ، النرجسي ، صعب الطباع – كما تصفه - أفقدها الشعور بالحب من خلال معاملته القاسية لها ، فهو غالباً ما يأخذ القرارات المتعلقه بالأسرة لوحده دون إشراكها ، فضلا عن سمة الجدية والرسمية بالعلاقة والتي تشكل عائقا كبيرا بينهما .
وحول طرق تجسير العلاقة بين الزوجين وانهاء حالة الانفصال العاطفي قالت لا يتم ذلك الا من خلال التعبير عما يحس به الزوجين الشريكين وبحث الأسباب المؤدية للخلافات والمواقف المتراكمة لهذا الشعور ، والعمل على تعديل وتصويب الاخطاء وعدم اللجوء الى اللوم.
،واشارت الى اهمية الابتعاد عن رفع سقف التوقعات المثالي وغير الواقعي لمواصفات الشريك ، والبعد عن الخطاب التحريضي للاقارب و الاصدقاء ،وآخيراً مراجعة مستشار أسري متمكن في حال لم يتمكن الطرفان من حل المشكلة .
بدوره ، كشف المحامي الشرعي عبدالرحمن الخزاعلة ، عن وجود حالات إنفصال عاطفي عديدة تعود لأسباب كثيرة أهمها الزواج من أجل الإنجاب فقط أو الزواج عن طريق أحد الأقارب أو أحد إختيارات الأهل دون رغبة.
وأشار الخزاعلة إلى خطورة تبعات هذا الإنفصال وما ينتج عنه من ضرر للأطفال كونهم يعيشيون في عائله تبعد كل البعد عن الألفه بين الزوجين ، مشيرا الى ان هذا يترجم من خلال تصرفات الازواج أمام أطفالهم إضافة إلى التأثير السلبي على المجتمع والذي يساعد على إنشار الجرائم والفساد من خلال تلبيه الزوجه لرغباتها بطرق غير مشروعه او كليهما.
وبلغ إجمالي حالات الطلاق بعد استبعاد حالات الطلاق150097 حالة، وبمتوسط سنوي بلغ 18762 حالة خلال العام 2-22 وفق احصائيات رسمية . فيما يقابل كل "4" حالات زواج حالة طلاق واحدة بعد الزفاف