مؤاب - رعى رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، اليوم السبت، احتفال مؤسسة إعمار لواء الجيزة، بمناسبة الأعياد الوطنية: عيد الاستقلال، وعيد الجلوس الملكي، وذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجيش.
وقال الفايز: "يحتفل الأردنيون كل عام بأعياد وطنية مجيدة، شكّلت في مسيرة بلدنا، عبر تاريخه المجيد، محطاتٍ مضيئةً في طريق نهضته ورخاء شعبه، وحافظت على ثوابتنا الوطنية والقومية والإسلامية. فلم ينسَ الأردنيون، منذ التأسيس، الاحتفال بالثورة العربية الكبرى، وتعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي، وذكرى الاستقلال، ويوم العلم، ومعركة الكرامة، واليوم الوطني الكبير، يوم تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وذكرى الوفاء والبيعة؛ الوفاء لجلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك، مليكنا عبدالله الثاني، أمدّ الله في عمره".
وأضاف: "عندما نتحدث عن الثورة العربية الكبرى، التي انطلقت بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي، رحمه الله، فإننا نستذكر الأهداف النبيلة التي قامت من أجلها؛ فقد استهدفت تحرير الأرض والإنسان العربي، وتأسيس الدولة العربية الواحدة القائمة على مبادئ العدالة والوحدة، وبناء مجتمع عربي حرّ قادر على مواجهة التحديات، وصولًا إلى حياة الحرية والكرامة للأمة. وكان من ثمراتها تشكّل النواة الأولى للجيش الأردني، الجيش العربي المصطفوي، في بداية إنشاء الإمارة، والذي أصبح مفخرةً لكل أردني وأردنية، وعربي وعربية، فهو حامي الوطن وحصنه المنيع. لذلك، كانت الثورة العربية صفحةً مشرقةً في تاريخ أمتنا من أجل عزتها وكرامتها".
وتابع: "بدأت عجلة التحرر الوطني تدور بعد الثورة العربية الكبرى، وبدأت عملية الازدهار والنماء تكبر، وبدأ الأردن يكبر بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي. لذلك، كان لا بد أن تُتوَّج حركة كفاح شعبنا وقيادتنا الهاشمية، وتحررنا من الهيمنة الأجنبية، بامتلاك قرارنا الوطني. فتحقّق الاستقلال كثمرة كفاح طويل، صنعه الآباء والأجداد وأبناء جيشنا العربي الباسل، وقيادتنا الهاشمية المظفّرة. وفي ذكراه، نجدد عهد الانتماء للوطن، والولاء لجلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني، حامي الاستقلال".
وأشار إلى أنه "استكمالًا للاستقلال الوطني، قام جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، باتخاذ قرار شكّل فجرًا جديدًا في مسيرة الأردن وجيشنا العربي، فأقدم جلالته على اتخاذ القرار الوطني والقومي الجريء، بإعفاء الفريق كلوب من منصب رئيس أركان الجيش العربي الأردني، وتعيين أحد ضباط جيشنا الباسل بدلًا منه، ليكون جيشنا أردنيًّا، عربيًّا، هاشميًّا".
وأوضح أن "قرار تعريب الجيش جاء تجسيدًا لتطلعات جلالة الملك والشعب الأردني، من أجل استكمال تحرير الإرادة الوطنية والانعتاق من هيمنة الأجنبي ونفوذه. ولم يكن اتخاذ قرار التعريب أمرًا سهلًا؛ فمثل هذا القرار يحتاج إلى قائد شجاع لا يحسب حسابًا إلّا لحاضر وطنه ومستقبل شعبه وأمته. فكان قرار التعريب محطةً مهمةً وبارزةً في مسيرة الوطن".
وقال: "في عام 1968، سجل الجيش الأردني أروع البطولات وأسمى معاني الفداء دفاعًا عن الوطن وكرامة شعبنا، إذ تمكّن جيشنا من إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة الكرامة، التي رفض الملك الحسين، رحمه الله، وقف إطلاق النار فيها حتى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية. وفي ذكرى الكرامة، لن ننسى شهداء جيشنا الذين قضوا في ميادين الشرف والبطولة، دفاعًا عن ثرى الوطن وقضايا الأمة العربية العادلة".
وأضاف: "انتقلت الراية الهاشمية إلى جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني في السابع من شباط عام 1999، وبدأت مرحلة جديدة من البناء والإنجاز، فبدأ جلالته عهده الميمون على خطى القادة الهاشميين في بناء الدولة الحديثة، والسعي نحو التنمية الشاملة، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة، بالإضافة إلى سعي جلالته الدائم لتعزيز مسيرة السلام العالمية. وقد تحقّقت في عهد جلالته الإنجازات تِلوَ الإنجازات، وجاحدٌ من ينكرها".
وبيّن أن "التطوّر كان ملحوظًا، وأن الإصلاح الشامل بأبعاده المختلفة احتل أولوية لدى جلالته، وكان ذلك واضحًا في كتب التكليف السامية للحكومات، وخطب العرش، والمبادرات الملكية، واللجان الملكية التي شُكلت لهذه الغاية، ومنها: اللجنة الملكية لتطوير القضاء، واللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، إضافةً إلى الأوراق النقاشية التي طرحها جلالته".
وأكد أن "جلالة الملك يحرص على تعزيز المسيرة الديمقراطية، وبناء الأردن الجديد، وقد تكلّلت رؤية جلالته وطموحاته وجهوده بإصلاحات دستورية، وسياسية، واقتصادية، وإدارية، بهدف تمكين الأردن من مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية الناتجة عن صراعات المنطقة والإقليم. وهي إصلاحات شاملة تهدف أيضًا إلى تعزيز النهج الديمقراطي، والوصول إلى الحكومات البرلمانية، وتمكين الشباب والمرأة، وتحسين الواقع الاقتصادي وبيئة الاستثمار، والقضاء على الترهل الإداري، وتعزيز مبادئ وقيم الحرية، والمساواة، والتسامح، واحترام حقوق الإنسان".
ودعا الفايز الجميع إلى "إحياء مناسباتنا الوطنية، وأن تكون محطات فخر وعز لنا جميعًا، نعزز فيها الانتماء للوطن، والولاء لجلالة مليكنا المفدى، الذي يمثل صمّام أمان الأردن والأردنيين. فالوطن، وبسبب تداعيات الإقليم والمنطقة والصراعات فيها، يواجه تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية، تتطلب أن نكون جميعًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو يتصدّى بقوة لسياسات دولة الاحتلال العدوانية والتوسعية، وعدوانها السافر على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويدافع جلالته عن ثوابتنا الوطنية، وأمن واستقرار الوطن، وسط محيطه المليء بالفوضى والدمار".
وأضاف: "إن الوطن يحتاج إلى سواعد جميع أبنائه للدفاع عنه، والتصدي للمؤامرات والمخططات المشبوهة التي تسعى للنيل من تماسك نسيجنا الاجتماعي، ليبقى الأردن واحةً للأمن والاستقرار، ويواصل مسيرته نحو الأعالي بعزم جلالته، صاحب الشرعية الدينية، والتاريخية، والسياسية، وشرعية الإنجاز، ومعه، وإلى جانبه، شعبنا الأردني العظيم، وقواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية".
بدورها، قالت النائب فليحة سلامة الخضير، إن هذه المناسبات العزيزة تعكس محطات مفصلية في مسيرة الدولة الأردنية، وتجسّد قيم الانتماء والولاء والتضحية التي أرساها الهاشميون منذ تأسيس الدولة، ولتجديد العهد والوفاء للقيادة الهاشمية، ولجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي قاد الأردن بثقة واقتدار.
وبيّنت أن كل عيد وذكرى وطنية ليست سوى نقطة مضيئة من عمر الدولة، تُجسّد معاني العز والفخر والشموخ، نقف فيها لنستذكر تضحيات الآباء والأجداد، ونستلهم من عزيمتهم وإصرارهم ما يعيننا على المضي قُدمًا في بناء هذا الوطن ورفعته. ويمضي الأردنيون، بقيادة جلالة الملك، قدمًا في مواصلة مسيرة البناء والتحديث والتطوير، ونُصرة الأشقاء، وخدمة الأمة، وتحقيق الاستقرار والسلام.
وأشارت إلى أنه منذ أن اعتلى جلالته العرش عام 1999، شهد الأردن تطورات مهمة في مسيرة بناء الدولة الحديثة وترسيخها، وتعزيز سيادة القانون، وتحقيق التقدم والنهضة والإنجاز في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعمار لواء الجيزة، غازي أبو جنيب الفايز، إن المؤسسة تحتفل بهذه الأعياد الوطنية الغالية على قلوب الأردنيين جميعًا، مؤكدًا أنها ليست مجرد محطات زمنية فحسب، بل هي شواهد على مسيرة مجد متواصلة سطرها الهاشميون الأطهار، وشارك في صناعتها الأردنيون الأوفياء جيلًا بعد جيل. وهي محطات مشرقة تستحضر عبق التاريخ، وعزّ الحاضر، وأمل المستقبل.
وأضاف: لا يسعنا إلا أن نقف إجلالًا وإكبارًا لما قدّمه الهاشميون من تضحيات وعطاءات، منذ أن رفرفت راية الثورة العربية الكبرى، مرورًا ببناء الدولة الأردنية الحديثة، وحتى يومنا هذا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وبيّن أن الهاشميين حملوا على عاتقهم مشروعًا وطنيًا وقوميًا، لم يكن مقتصرًا على بناء دولة المؤسسات والقانون في الأردن فحسب، بل كان امتدادًا لمشروع نهضوي عربي يستند إلى قيم الحرية والكرامة والوحدة. وقد وقفوا مع قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وقدموا التضحيات في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحملوا الأمانة بشرف وكبرياء.
فيما أكّد رئيس غرفة صناعة عمان، فتحي الجغبير، أن الأردن، بقيادته الهاشمية، كان وما زال رائدًا في نُصرة القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى اعتزاز الأردنيين وفخرهم بالتقدم المُتحقّق في المجالات كافة، رغم الصعاب وظروف الإقليم الاستثنائية.
بدوره، قدّم السفير العراقي في الأردن، عمر البرزنجي، التهاني والتبريكات للأردن بمناسبة الأعياد الوطنية، مشيرًا إلى تزامن هذه الأعياد مع مناسبة عزيزة على المسلمين، وهي بداية السنة الهجرية، متمنيًا الأمن والأمان للأردن.
من جهته، قال رئيس هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبد الرزاق عربيات، إن لواء الجيزة يزخر بالعديد من المواقع السياحية، وإن هناك خطة ترويجية من الهيئة لوضع لواء الجيزة على خارطة السياحة العالمية، وتدريب أدلاء سياحيين من أبناء المجتمع المحلي لتوفير فرص عمل.
وتحدثت رهام العيسوي عن مكانة المرأة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، إذ كانت هذه القناعة الراسخة بتمكين المرأة نهجًا للدولة الأردنية، أرسى دعائمها المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وتعمّقت جذورها في عهد جلالة الملك المعزّز، الذي يؤمن بأن تمكين المرأة ليس خيارًا تكميليًا، بل هو ضرورة وطنية وركيزة لا غنى عنها. ومن هذا الإيمان، انطلقت المبادرات، وتوالت التشريعات، حتى أصبحت كل قصة نجاح لامرأة أردنية آية من آيات الفخر الوطني.
كما تحدثت مدير عام مؤسسة "رنرز جو" لتمكين وتطوير الشباب، أريج الهناندة، عن دور مؤسسة إعمار لواء الجيزة في تدريب الشباب وتوفير فرص العمل.
وفي نهاية الاحتفالية، قدّم راعي الحفل الدروع إلى مستحقيها.
--(بترا)