crossorigin="anonymous">

خبراء يحذرون ويقدمون نصائح للتعامل مع موجة الحر الشديدة

مشاركة

مؤاب ـ في ظل موجة الحر الشديدة التي تشهدها المملكة، يعيش المواطنون تحديات كبيرة مع ارتفاع درجات الحرارة التي أثرت على حياتهم اليومية، إذ اتخذت الجهات المتخصصة خطوات لتخفيف ضمان تداعيات الموجة الحارة، ضمن تقديم الإرشادات والنصائح.
وحرصت إدارتا لدفاع المدني و الأرصاد الجوية على التواصل المستمر مع الجمهور، من خلال النقل الدقيق لتوقعات الطقس وتحذيرات واضحة من المخاطر المحتملة، ضمن جهود متواصلة من الجهات الرسمية لحماية صحة المواطنين وضمان استمرارية الخدمات الحيوية في ظل الظروف المناخية القاسية.
فيما، أكد خبراء ومتخصصون ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحد من مخاطر الحرارة المرتفعة، ونبهوا إلى تأثير العواصف الترابية على الجهاز التنفسي، خاصة لدى مرضى الربو والأمراض المزمنة.
ودعوا إلى الالتزام بالإرشادات الصحية، وأهمية تناول السوائل والأطعمة الغنية بالماء لمواجهة الجفاف، بينما شدد خبراء الطاقة والاقتصاد على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء خلال ساعات الذروة للحفاظ على استقرار الشبكة وتقليل الأعباء البيئية والمالية.
وحذر متخصصون من أن البقاء خارج المنزل في هذه الأجواء، خصوصا بين الساعة الحادية عشرة صباحا والخامسة مساء قد يرهق الجسم بسرعة ويؤدي إلى فقدان السوائل، داعين إلى إعادة ترتيب جدول الأعمال اليومية، وتأجيل ما يمكن من المهام الميدانية إلى ساعات المساء أو الصباح الباكر.
وتفصيلا، أكد مدير إدارة الأرصاد الجوية، رائد الخطيب، استمرار الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع الحالي، مع تسجيل درجات حرارة بين 40 و43 درجة مئوية في العاصمة عمان، في ظل أجواء خانقة تغطي معظم مناطق المملكة.
وحذر من خطر الانزلاق على الطرقات التي تشهد هطولا مطريا، وخطر تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة في جنوب وشرق المملكة، وتدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار، خاصة في مناطق البادية، مع احتمالية انعدامها أحيانا على الطرق الخارجية.
وكانت "الأرصاد" أعلنت عن إطلاق حملة توعوية بعنوان "احم نفسك من الحر"، تهدف إلى لفت انتباه المواطنين حول كيفية التعامل الآمن مع الموجات الحارة التي تؤثر على المملكة خلال فصل الصيف.
ونصحت بتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة خلال وقت الذروة، وعدم ترك الأطفال داخل المركبات المغلقة، حتى لو لفترة قصيرة، وتجنب ترك مخلفات النيران وأعقاب السجائر في المناطق الحرجية، وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال داخل المركبات، والإكثار من شرب السوائل، خاصة المياه.
تزامنا مع ذلك، أصدرت الجمعية الأردنية للرعاية التنفسية تحذيرا هاما لأصحاب الأمراض التنفسية، حيث تزداد مخاطر التعرض للعواصف الترابية، خصوصا للأشخاص المصابين بالربو وحساسية الجيوب الأنفية أو الانسداد الرئوي المزمن.
من جانبه، أكد استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة، ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة، مبينا أن العواصف الترابية والرملية تشكل خطرا مباشرا على الجهاز التنفسي، وخاصة لدى من يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو، وحساسية الجيوب الأنفية، والانسداد الرئوي المزمن، فعند استنشاق كميات كبيرة من الغبار، يحدث تهيج في الأغشية المخاطية للقصبات الهوائية، ما قد يؤدي إلى انتكاسات حادة في حالتهم الصحية المستقرة.
وأشار إلى أن حتى الأشخاص الأصحاء ليسوا بمنأى عن هذه التأثيرات، قد يسبب التعرض المباشر لكميات كبيرة من الغبار أعراضا مثل السعال، والعطس، واحمرار العينين.
وقدم الطراونة عددا من التوصيات للحفاظ على الصحة والسلامة خلال هذه الفترة، منها نصيحته لجميع مرضى الأمراض التنفسية المزمنة بتجنب مغادرة منازلهم تماما خلال العاصفة، وإذا كان الخروج ضروريا، حث على ارتداء كمامة واقية تغطي الأنف والفم بإحكام لتقليل استنشاق الغبار، وإغلاق جميع نوافذ وأبواب المنزل والمركبة بإحكام لمنع دخول الغبار والأتربة.
بدوره، قال خبير التغذية إبراهيم الزق إن ارتفاع درجات الحرارة يعد من العوامل والظروف التي تؤدي إلى زيادة حاجة الجسم إلى السوائل بشكل عام.
وأشار إلى أن هناك أنواعا من الأطعمة تساعد على تقليل تأثير الحر الشديد على الجسم كالخضروات والأوراق الخضراء، مثل الخيار والخس والملفوف والفليفلة، من الأطعمة المفيدة، إضافة إلى الفواكه ذات المحتوى العالي من الماء مثل البطيخ، والشمام، والبرتقال، لأنها تحتوي على كميات جيدة من الماء.
وقدم العديد من النصائح الغذائية التي تقدم للأشخاص لتجنب الجفاف خلال موجات الحر، كتجنب العمل تحت أشعة الشمس وتجنب التعرض المباشر لها قدر المستطاع، وارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس وتقلل من امتصاص الحرارة، وارتداء غطاء للرأس (كالطاقية) عند التحرك تحت أشعة الشمس.
كما نصح باستخدام المظلات ذات الألوان الفاتحة عند التواجد في الشمس، وشرب رشفات متفرقة ومتكررة من الماء طوال اليوم.
على صعيد آخر، ومع ازدياد الطلب على الكهرباء خلال ساعات الذروة، وجه خبراء الطاقة تحذيرات لضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، فأكد خبير الطاقة الدكتور أسامة السيد علي، أن الاستخدام المفرط للأجهزة الكهربائية خلال ساعات الذروة يسبب اضطرابات تؤثر على جودة التيار الكهربائي والصحة العامة.
ونصح بتأجيل تشغيل الأجهزة الثقيلة كالغسالات والأفران، وضبط مكيفات الهواء على درجات حرارة معتدلة، واعتماد الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان.
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم شركة "مياه اليرموك" في إربد معتز عبيدات، ضرورة التصرف بحكمة مع مصادر المياه خلال موجة الحر القادمة وتجنب غسل السيارات وري الحدائق فترة الذروة، داعيا الى استخدام مصادر المياه عند الحاجة الضرورية فقط والمحافظة على المياه المخصصة للشرب وتجنب هدرها.
من جانبه، أكد الباحث الاقتصادي عامر الشوبكي أن ترشيد استهلاك الكهرباء لا يعود فقط بالفائدة على الشبكة الكهربائية، بل يحقق أيضا توفيرا ماليا وبيئيا على المدى الطويل، مشددا على أهمية التوعية والدعم الحكومي في نشر ثقافة الاستهلاك الرشيد للطاقة.
وفي إطار دعم هذه الجهود، أطلقت شركة الكهرباء الوطنية حملة توعوية بعنوان "ترشيد استهلاك الكهرباء مسؤوليتنا جميعا"، داعية المواطنين إلى استخدام الأجهزة الكهربائية الثقيلة قبل أو بعد ساعات الذروة، مع ضرورة التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية لتفادي المخاطر.
من جانبها، دعت الناشطة في مجالات تعزيز الانتاجية المنزلية المهندسة فاطمة القضاة، المواطنين إلى ضرورة تنظيم أعمالهم وأنشطتهم بحيث تؤجل الأعمال الميدانية غير الضرورية إلى ساعات المساء أو الصباح الباكر وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس مع الإكثار من شرب المياه والسوائل.
وأكدت على تطبيق سلسلة من النصائح لقضاء وقت مميز في المنزل أبرزها الحفاظ على برودة المنزل عبر إغلاق النوافذ والستائر نهارا وفتحها في أوقات انخفاض الحرارة وضرورة شرب الماء بانتظام حتى دون الشعور بالعطش وإضافة شرائح الليمون أو النعناع لتعزيز الانتعاش والاستمتاع بالأنشطة المنزلية مثل مشاهدة البرامج الوثائقية المفيدة وقراءة الكتب وممارسة الهوايات أو ترتيب الأغراض.
وأشارت إلى أهمية الاهتمام بالصحة الجسدية عبر تمارين خفيفة وتناول وجبات صحية وخفيفة والبقاء على تواصل مع الاهل والاصدقاء خلال هذه الفترة لما لذلك من اثر ايجابي على النفس واستثمار امثل للوقت.

 

 

--(بترا)

 

الكلمات المفتاحية