crossorigin="anonymous">

العقبة بوابة إفريقيا: طرح لمشروع استراتيجي لتعزيز الحضور الأردني في القارة السمراء

مشاركة

مؤاب - في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز حضور منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في الأسواق الإفريقية، وجّه الأستاذ الدكتور محمد الفرجات طلبًا إلى الخبير الاقتصادي المهندس رائد الصعوب لتقديم مقترح شامل حول آليات تفعيل وتوسيع الحضور الاقتصادي الأردني في إفريقيا في مجالات المال، والأعمال، والتجارة، والاستثمار، واللوجستيات، والسياحة، وغيرها من القطاعات الواعدة. استجابةً لهذا التوجيه، جاءت مسودة مشروع "Aqaba–Africa Gateway (AAG)"، التي تهدف إلى تحويل العقبة إلى مركز إقليمي متكامل للتجارة واللوجستيات والتمويل والخدمات مع القارة الإفريقية، عبر وحدة تنفيذية موحدة تربط بين الشحن وسلاسل الإمداد، والتمويل وضمان الائتمان، والاستخبارات السوقية والاعتمادات التنظيمية، وخدمات القيمة المضافة، إلى جانب منصة رقمية متعددة اللغات لتسهيل الربط بين الشركات الأردنية والعربية والإفريقية. الرؤية العامة للمشروع يسعى المشروع إلى بناء جسر تجاري واقتصادي مباشر بين العقبة وإفريقيا، يبدأ بالتركيز على منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي (كينيا، تنزانيا، إثيوبيا، جيبوتي، السودان، وأوغندا)، مع تشغيل شحنات أسبوعية أو نصف شهرية، وإنشاء مركز تجميع وتعبئة مرتبط بمختبر مطابقة داخل مناطق التخزين الجمركي في العقبة. القيمة المضافة لهذا المشروع تتمثل في تسريع حركة الصادرات وإعادة التصدير الأردنية والعربية نحو إفريقيا، وتقليل المخاطر المالية والتشغيلية، وخلق سلاسل توريد فعالة من العقبة إلى الموانئ الإفريقية الرئيسية، بما يعزز مكانة العقبة كبوابة إقليمية محورية. الأهداف الاستراتيجية يحدد المشروع مجموعة من الأهداف الواضحة، أبرزها: بناء ممر تجاري منتظم بين العقبة وشرق إفريقيا خلال 12 شهرًا. رفع قيمة الصادرات وإعادة التصدير عبر العقبة إلى 250 مليون دولار أو أكثر خلال أول 24 شهرًا. توطين مركز شهادات مطابقة يحمل علامة “Africa-Ready” مع تطوير لوجستيات مبردة وخدمات ما بعد البيع. توفير حلول تمويل وضمان عبر بنوك ومؤسسات إفريقية ودولية مثل Afreximbank وBADEA وICIEC، إلى جانب البنوك الأردنية. استقطاب استثمارات في مجالات القيمة المضافة الخفيفة مثل تحميص وتعبئة القهوة، وتعبئة الأسمدة الذائبة، وتجميع معدات الطاقة والمياه الصغيرة. لماذا العقبة؟ تتمتع العقبة بمزايا فريدة تجعلها المنصة المثالية لهذا المشروع، فهي منفذ بحري مباشر على البحر الأحمر، وتحتضن منظومة متكاملة من الموانئ والمطار، إلى جانب القوانين المرنة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة (ASEZA) التي تسمح بالملكية الأجنبية الكاملة، وتوفر تسهيلات ضريبية وجمركية، ونافذة موحدة لتبسيط الإجراءات. كما أن قربها الجغرافي من الخليج وآسيا يجعلها نقطة محورية لتجميع البضائع وإعادة توجيهها نحو الأسواق الإفريقية. الأسواق والقطاعات ذات الأولوية تركز المرحلة الأولى على أسواق شرق إفريقيا الرئيسية مثل كينيا (مومباسا)، تنزانيا (دار السلام)، جيبوتي وإثيوبيا، السودان (بورتسودان)، وأوغندا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية عبر مومباسا. وتشمل القطاعات ذات الأولوية: الأسمدة والمنتجات الزراعية مثل البوتاس والفوسفات ومركبات NPK وحلول الري. الأدوية الجنيسة والمستلزمات الطبية والمخبرية. مواد البناء والكيماويات الصناعية وقطع الغيار. أنظمة الطاقة الشمسية والمضخات وحلول تحلية المياه الصغيرة وخدمات الصيانة. التعبئة الغذائية للقهوة والشاي والسمسم والكاجو والكاكاو لتصديرها إلى الأسواق العربية. السياحة الطبية والباقات السياحية المتكاملة "العقبة–البترا–وادي رم". النموذج التشغيلي سيتم تأسيس "Aqaba–Africa Business Desk (AABD)" بوحدات متخصصة تشمل: 1. اللوجستيات والتخليص: عبر اتفاقيات مع محطات الميناء والمطار، ومستودعات مخصصة (Bonded)، وخدمات شحن Feeder أسبوعية. 2. التمويل وإدارة المخاطر: عبر خطوط تمويل واعتمادات وتأمين ائتمان الصادرات بالتعاون مع Afreximbank وBADEA وICIEC، إلى جانب أدوات للتحوط من تقلبات العملات. 3. السوق والتنظيم: عبر بناء خرائط الطلب، وضمان اعتماد المنتجات مثل الأدوية والأسمدة في الأسواق الإفريقية، وإنشاء مختبر مطابقة يحمل علامة “Africa-Ready”. البنية التحتية والخدمات في العقبة يتضمن المشروع إنشاء مركز لوجستي تجميعي (CFS) مع خطوط تعبئة وتغليف ووسم متعدد اللغات، إلى جانب مختبر مطابقة معتمد يربط إلكترونيًا مع الجهات التنظيمية في الدول الإفريقية. كما سيضم المشروع منطقة مكاتب تمثيل تجاري وقنصلي لدول الأولوية، ومنصة B2B متعددة اللغات (عربية، إنجليزية، فرنسية، سواحلية) مع قنوات تواصل مباشرة عبر تطبيقات الأعمال. التمويل والشراكات ستتم الشراكة مع مؤسسات تمويل وضمان دولية مثل Afreximbank وBADEA وICIEC، إلى جانب البنوك الأردنية، مع إشراك شركات تطوير وإدارة الموانئ والمطارات الأردنية، وشركات الشحن والخدمات اللوجستية، وغرف التجارة الأردنية والإفريقية في تشغيل المشروع. خارطة الطريق التنفيذية خلال 90 يومًا الأولى: تشكيل وحدة الأعمال (AABD)، اختيار ست دول إفريقية مستهدفة، توقيع خطابات نوايا مع بنوك التنمية، تشغيل خطوط Feeder تجريبية، وتجهيز المستودع الجمركي، وتنفيذ عشر شحنات تجريبية. خلال 180 يومًا: إطلاق المنصة الرقمية، تشغيل مختبر المطابقة، تنفيذ تجارب شحن Ro-Ro، وافتتاح مكاتب تمثيل أولية داخل منطقة الأعمال. خلال 360 يومًا: عقد المنتدى الأول للعقبة–إفريقيا، تشغيل رحلات شحن أسبوعية ثابتة، وجذب ثلاثة إلى خمسة استثمارات في مشاريع ذات قيمة مضافة خفيفة. الحوكمة والامتثال يولي المشروع اهتمامًا خاصًا بالحوكمة والامتثال عبر تطبيق سياسات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتبسيط إجراءات "اعرف عميلك" و"اعرف شركتك" بشكل رقمي، وتتبع الشحنات، وتسهيل التفتيش، إضافة إلى تأمين المخاطر السياسية في البحر الأحمر. المؤشرات الرئيسية للأداء (KPIs) تشمل مؤشرات الأداء قياس قيمة الشحنات، وزمن التخليص، ونسبة التحصيل المالي، وعدد العملاء والأسواق الجديدة، وعدد الاعتمادات المفتوحة، ونسبة العطب أو المرتجعات، وعدد الشركات الإفريقية العاملة ضمن المنصة. التكاليف والإيرادات تغطي التكاليف الرأسمالية (Capex) تهيئة مراكز التجميع والمختبرات وتجهيزات التعبئة والتكنولوجيا الرقمية للمنصة. بينما تشمل التكاليف التشغيلية (Opex) الإيجارات، والعمالة المتخصصة، والصيانة، والتأمين، والترويج، والاستشارات التنظيمية. وتأتي الإيرادات من رسوم الخدمات اللوجستية والمختبرات والتعبئة، واشتراكات المنصة الرقمية، وعمولات التمويل، وحوافز الأداء. إدارة المخاطر تمت دراسة المخاطر المحتملة وإعداد حلول للتخفيف منها، مثل توفير مسارات بديلة وتأمين الملاحة في البحر الأحمر، واعتماد البيع بالدولار مع أدوات تحوط لمواجهة تقلب العملات، والبدء بالأسواق ذات الأنظمة المرنة لتقليل المخاطر التنظيمية. خلاصة يمثل مشروع Aqaba–Africa Gateway (AAG) نقلة نوعية في تحويل العقبة من مجرد منفذ عبور إلى مركز إقليمي متكامل للخدمات والتمويل والامتثال الموجه نحو إفريقيا. ومع انطلاقة المرحلة الأولى من شرق إفريقيا، فإن تنفيذ عشر شحنات تجريبية خلال أول 90 يومًا سيكون نقطة البداية نحو بناء ممر اقتصادي مزدهر يخدم الأردن والمنطقة ويعزز مكانة العقبة كبوابة استراتيجية إلى القارة السمراء.

 

الكلمات المفتاحية