مؤاب – خاص - في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتغزو الآلات تفاصيل حياتنا، يظل الفن اليدوي النادر شاهدًا على قدرة الإنسان على الإبداع باستخدام أبسط المواد. ومن بين هذه الفنون المدهشة يبرز فن الرمل الملون داخل القوارير الزجاجية، الذي يُعد من أندر الفنون في العالم وأكثرها جذبًا للنظر.
يعود تاريخ هذا الفن إلى عشرات السنين في بعض المناطق الصحراوية، حيث استوحى الفنانون جمال الطبيعة بألوانها وتدرجاتها من الرمال المحيطة بهم. يقوم الفنان بجمع الرمال الطبيعية بمختلف ألوانها، ثم يستخدم أدوات دقيقة لصبّها داخل زجاجات شفافة بتصاميم هندسية أو لوحات فنية متكاملة.
ويعتمد نجاح العمل الفني على الصبر والدقة، إذ قد يستغرق إنجاز قارورة واحدة عدة أيام، خصوصًا إذا كانت تحتوي على مناظر طبيعية أو نقوش دقيقة. وتتميّز كل قطعة بأنها فريدة ولا يمكن تكرارها، ما يجعلها تحفة فنية نادرة.
اليوم، أصبح فن الرمل الملون رمزًا ثقافيًا في بعض الدول، ويجذب السياح الباحثين عن اقتناء قطع فنية مختلفة تحمل بصمة الطبيعة وجمالها. ورغم ندرته، فإن هذا الفن لا يزال حيًا بفضل قلة من الفنانين الذين يحافظون عليه ويعتبرونه رسالة جمالية تربط الإنسان بأرضه.