مؤاب خاص - يُعد الفخار من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، ويقوم على تشكيل الطين بأنواعه المختلفة، وأبرزها الطين المدري المستخرج من الأنهار، والطين الحجري المستخرج من الصخور، ويختلفان في خصائص الحرق والصلابة.
أسهم اختراع الدولاب في الألفية الرابعة ق.م. في تطوير شكل الفخار وزيادة إنتاجه، وساعد التحكم بدرجة الحرارة والتهوية في الأفران على تنويع ألوانه بين الأحمر والأسود، باستخدام أكاسيد المعادن. كما أُدخلت عليه تقنيات الزخرفة قبل الحرق وبعده، ليصبح الفخار ليس فقط أداة وظيفية، بل تحفة فنية أيضًا.
مؤاب - خاص - برعت حضارات كثيرة في صناعة الفخار، من الصين واليابان وكوريا، إلى حضارات أمريكا اللاتينية مثل المايا والأولمك، حيث أنتجوا تماثيل وأواني بأشكال وألوان مميزة دون استخدام الدولاب.
أما في الشرق الأوسط، فقد بدأت صناعة الفخار منذ الألفية السابعة ق.م. في الأناضول وسوريا وبلاد الرافدين، وبلغت ذروتها في مصر القديمة بصناعة خزف الفيانس الأزرق المصنوع من الكوارتز البركاني.
في العصور الإسلامية، تطورت الصناعة لتشمل الفخار المزجّج والقيشاني، متأثرة بالخزف الصيني، وانتقلت هذه التقنيات إلى أوروبا عبر الأندلس، مما ساهم في انتشارها عالميًا.
الفخار لم يكن مجرد أوانٍ للطهي أو حفظ الماء، بل لغة فنية وثقافية سجلت ملامح الحضارات القديمة، ولا تزال حاضرة حتى اليوم في قرى العالم وأسواقه، شاهدة على إبداع الإنسان منذ آلاف السنين.