مشاكل الدرقية بين الأردنيين تتطلب الانتباه

مشاركة

د. أسامة أبو الرب

تشير دراسة أجراها باحثون بقيادة البروفيسور كامل العجلوني ونشرت في 2022 في مجلة بي أم سي لاضطرابات الغدد الصماء BMC Endocrine Disorders إلى أن نسبة مشاكل الغدة الدرقية بين البالغين الأردنيين تبلغ  11.9٪/، وحوالي 76 ٪ من المرضى الذين يعانون من مشاكل الغدة الدرقية لم يتم تشخيصهم من قبل.
وشملت الدراسة عينة ضمت 3753 من البالغين الأردنيين من 12 محافظة.
ووجد الباحثون أن نسبة قصور (خمول) الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية تحت السريري كانتا 3.1% و 5.3٪ على التوالي. بينما كان معدل انتشار فرط نشاط الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية تحت السريري هو 1% و 2.5٪ على التوالي.
يقصد بالمرض تحت السريري أن المرض موجود، ولكن لا توجد أعراض ظاهرة له على المريض بعد.
هذه المعطيات مهمة، خاصة عندما نعرف أن مشاكل الغدة الدرقية ترتبط بأمراض وحالات أخرى.
مثلا خمول الغدة الدرقية يرتبط بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وهي مشكلة قد تؤدي في حال عدم علاجها إلى أمراض الشرايين والقلب.
أيضا يؤدي خمول الدرقية إلى التعب وزيادة الوزن ومشاكل في الخصوبة والاكتئاب.
زيادة الوزن مشكلة شائعة في المجتمع الأردني، وقد يساعد تشخيص الحالات الناتجة عن خمول الدرقية وعلاجها إلى تقليل نسبة البدانة.
على الجهة الأخرى فإن فرط نشاط الدرقية يرتبط بتسارع نبضات القلب، وخفقان القلب، وتضخم الغدة الدرقية والتعب وضعف العضلات ومشاكل النوم.
مع تطور الطب فإن مشاكل الغدة الدرقية اصبح علاجها سهلا. التحدي هو التشخيص. وهو ما أكد عليه الباحثون الذين قالوا إن انتشار مشاكل الغدة الدرقية غير المشخصة مرتفع بين الأردنيين. وأوصوا باتباع سياسة صحية تشمل فحص المجموعات المعرضة للخطر وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
المجتمع الأردني مجتمع فتي وشاب وواعد، وهو يحمل طاقات هائلة وشبابه هم المستقبل. لذلك من المهم الحرص على التعرف على أية حالات تشكل تهديدا لعافيته، وبالتالي تعيق قيامه بدوره المنشود.
مشاكل الدرقية تؤثر سلبا على نوعية حياة مجتمعنا الأردني وطاقاته، وتقود لمشاكل مثل زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول والاكتئاب، ولذلك من المهم تشخيصها وعلاجها مبكرا.

الكلمات المفتاحية