crossorigin="anonymous">

الأردن… حنكة سياسية وإجماع شعبي عند ساعة الحسم

مشاركة

مؤاب - ليست معركة حدود ولا نزاعًا عابرًا… بل لحظة مصيرية تحدد وجود أمتنا ومستقبلها.، ومعه يثبت الأردن أنه ليس متفرجًا، بل درعًا وصوتًا وموقفًا لأمة كاملة. الموقف الهاشمي لجلالة الملك عبدالله الثاني المفدى كان صوتًا وموقف أمة؛ قالها بوضوح: “أمن قطر أمننا، واستقرارها استقرارنا، ودعمنا لها مطلق.” لم تكن هذه كلمات بروتوكولية، بل إعلان موقف استراتيجي يؤكد أن الأردن يقف في الصفوف الأمامية دفاعًا عن أشقائه، وعن أمن المنطقة واستقرارها.

وفي مجلس الأمن، جاء خطاب وزير الخارجية ليترجم الرؤية و الحنكة للقيادة الرشيدة اذ ان الأردن يتحرك بوعي، لا بانفعال؛ بحكمة سياسية، لا بعاطفة آنية. يدرك أن الاستقرار الوطني هو الأولوية، وأن حماية السيادة خط أحمر، وأن الدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى ليس مجرد واجب قومي، بل هو التزام تاريخي وأخلاقي وديني.

الأردن لم يكتفِ بإدانة العدوان على قطر فحسب، بل ربطه بالسلوك الاجرامي المستمر في الضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا: سياسات توسعية غير شرعية، قتل وتجويع، خرق متواصل للقانون الدولي والقيم الإنسانية. الرسالة كانت واضحة: هذا الخطر لا يستثني أحدًا، ومن يتهاون اليوم سيدفع الثمن غدًا.

لكن هنا يكمن جوهر الحنكة الأردنية: الدولة تتحرك بخطاب صلب ومسؤول، تستند إلى الشرعية الدولية، وتطالب بمحاسبة العدو الغاشم ووقف إفلاته من العقاب، وفي الوقت نفسه تُمسك بزمام المصلحة الوطنية، فتوازن بين دورها الإقليمي ومقتضيات أمنها الداخلي.

والأهم من كل ذلك: أن الدولة ليست وحدها. ففي اللحظة التي يُهدَّد فيها الأردن، يصبح جيشه هو كل شعبه. جميع المكونات، من يمين ويسار، من أحزاب وأطياف، يلتفون حول الوطن وقرارات قيادته بيد واحدة. قد نختلف في التفاصيل، لكننا نتوحد جميعًا عندما يتعلق الأمر بأمن الأردن واستقراره وسيادته.

هذه هي معادلة الأردن: دولة صغيرة بحجمها الجغرافي، كبيرة بدورها وموقفها وشرعيتها. دولة تدرك أن بقاءها واستقرارها لا ينفصلان عن قضايا الأمة، وأن الدفاع عن الأشقاء هو في النهاية دفاع عن نفسها.

الأردن اليوم يثبت للعالم أن صوته ليس مجرد صدى في محيط مضطرب، بل هو صوت العقل والحق والشرعية. صوته الذي يوازن بين القانون الدولي والوجدانية القومية، بين الحكمة السياسية وقوة الالتفاف الشعبي. صوت يعرف متى يصبر، ومتى يحسم، ومتى تتحول كلماته إلى قرارات مصيرية يحمي بها الوطن، ويحفظ بها الأمة.

عاش الأردن… ملكًا وشعبًا، وجيشًا واحدًا تتكسّر أمامه كل المؤامرات، وطنًا راسخًا بإرادته، شامخًا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى وولي عهده الأمين سمو الأمير حسين بن عبدالله الثاني … نفديه بالأرواح والدماء والأموال، ونبقى سيفًا للأمة وحصنًا للوطن.

الدكتور عيسى علي خشاشنة

١٥-٩-٢٠٢٥

الكلمات المفتاحية