crossorigin="anonymous">

سلسلة قصص الغموض - المنزل الذي يبتلع الأسرار

مشاركة

مؤاب - خاص - الحلقة الاولى - 

سلسلة قصص الغموض -المنزل الذي يبتلع الأسرار

الحلقة 1 – الشراء الغامض

في حي هادئ تكتظ فيه الأشجار والمنازل القديمة، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول منزل مهجور إلى مركز لغموض يعصف بالسلام اليومي للسكان. الشاب سامر، في منتصف العشرينات، اشترى المنزل بسعر منخفض، معتبرًا أنه فرصة مثالية لبدء حياة جديدة بعيدًا عن صخب المدينة.

الجيران الذين لاحظوا حركته قالوا إنهم شعروا بارتباك غريب في الهواء، وكأن المكان يراقب خطواته منذ اللحظة الأولى. "المنزل له تاريخ، لا أحد يعرف ما حدث بداخله… لكنه دائمًا ما يثير القلق"، قال أحد الجيران وهو يحدق نحو الجدران المتهالكة.

ليلة وصوله، بينما كان سامر ينقل أمتعته ويرتب غرفه، ساد صمت غريب. فجأة، اخترقت الغرفة همسات خافتة، تلاها صوت خطوات ثقيلة لا تعكس صدى أقدامه. في البداية اعتقد أنه مجرد أثر للرياح، لكن الأصوات استمرت، وكأنها تتبعه في كل زاوية من زوايا المنزل.

في الفناء الخلفي، لاحظ سامر أشياء غريبة: حديقة مهجورة تغطيها الأعشاب، ألوان الطلاء المقشور على الجدران التي بدت وكأنها تحاول سرد قصة ماضية، وحتى نافذة مكسورة بدت وكأنها عين تراقبه. الجيران لاحظوا أيضًا اختفاء قطة وحيدة كانت تتجول في الحي، ولم يعرف أحد مكانها بعد ذلك.

محاولًا التغلب على شعوره بالخوف، جلس سامر على الطاولة في غرفة المعيشة، يراجع أوراق المنزل ووثائق الشراء. لكنه لم يستطع تجاهل شعور غريب، كأن البيت يطلب منه شيئًا… يهمس في أذنه بصوت خافت: "افتح الباب".

في تلك اللحظة، أدرك أن هذا المنزل ليس مجرد جدران وسقف، بل كيان حي يخفي أسرارًا مظلمة، وربما جريمة لم تُكتشف بعد. قرر سامر النوم في غرفته، لكنه استيقظ في منتصف الليل على أصوات طرق خافتة تأتي من الجدران، ووشوشات تحمل أسماء لا يعرفها، وبعضها يبدو وكأنه يحذره من شيء محدق.

الجيران لاحظوا تغيّر سلوكه خلال الأيام التالية؛ أصبح أكثر انعزالًا، أقل كلامًا، وكأن شيئًا ما في المنزل يمتص طاقته. كلما حاول مغادرة المنزل، شعر بمقاومة غريبة، كأن المكان يرفض أن يغادره.

وبينما يستعد سامر للغوص أعمق في أسرار هذا المكان، كان لا يعرف أن ما بدأ كاستحواذ على منزل مهجور، سيصبح بداية سلسلة من الجرائم الغامضة، التي ستربط بين الماضي والحاضر، وتختبر حدود العقل بين الواقع والخيال.

الكلمات المفتاحية