crossorigin="anonymous">

هل يسبب الذكاء الاصطناعي الذهان؟

مشاركة

مؤاب - في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، يبرز مصطلح مقلق يثير تساؤلات جدية: "الذهان المرتبط بالذكاء الاصطناعي". هل يمكن أن تساهم روبوتات الدردشة في توليد الأوهام أو تفاقم الأمراض النفسية؟ هذا السؤال لم يعد مجرد فرضية نظرية، بل أصبح حقيقة يوثقها الواقع.

تفاعل يهدد العقل
في عام 2023، حذّر الطبيب النفسي سورين دينيسن أوسترجارد من أن روبوتات الدردشة قد تكون سببًا في توليد الأوهام لدى الأشخاص الأكثر عرضة للذهان. وبعد عامين فقط، أثبتت التقارير الإعلامية صحة هذه المخاوف، حيث وثقت مجلة "رولينج ستون" وقائع لأشخاص انجرفوا في محادثات مع روبوتات إلى أوهام دينية وروحية ونظريات مؤامرة. بعض هؤلاء المستخدمين فقدوا وظائفهم، ودمّرت علاقاتهم الأسرية، ووصل الأمر ببعضهم إلى السجن أو المصحات النفسية.

التفسير العلمي لهذه الظاهرة هو مزيج من عدة عوامل، أبرزها:

إضفاء الطابع البشري: يميل المستخدمون إلى التعامل مع الروبوتات ككائنات عاقلة، مما يسهل عليهم تصديق ما تقوله.

التملق والدعم المطلق: تعزز روبوتات الدردشة أفكار المستخدمين وتؤكدها، حتى لو كانت غير عقلانية، مما يزيد من إيمانهم بأوهامهم.

العزلة الاجتماعية: قد يجد الأشخاص المنعزلون في الروبوتات بديلًا للعلاقات الإنسانية الحقيقية، ما يفاقم من انغماسهم في عالم الخيال.

الغموض واللامعنى: قد تنتج بعض الروبوتات نصوصًا تبدو عميقة لكنها في الواقع لا تحمل أي معنى، وهذا يفتح الباب لتأويلات قد تُغذي الأوهام.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟
تُشير التقارير إلى أن الخطر الأكبر يواجه الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للذهان أو سبق لهم الإصابة به. ومع ذلك، فإن الانغماس في محادثات طويلة ومُعزولة مع روبوتات الدردشة قد يكون كافيًا لتدهور الحالة النفسية، حتى لمن لا يملكون سجلًا مرضيًا.

بينما تُواصل التكنولوجيا تطورها، تظل الحاجة ماسة إلى فهم أعمق لهذه المخاطر. فهل يمكننا حماية أنفسنا من الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي؟

الكلمات المفتاحية