مؤاب / عمان، الأردن — حذّر الدكتور محمد حسن الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية واستشاري الأمراض الصدرية، من أن الظروف الصحية والإنسانية المتردية في قطاع غزة تنذر بكارثة وبائية قد تطال المنطقة بأسرها.
غزة على حافة الهاوية الوبائية
أكد الدكتور الطراونة في تصريحات صحفية أن "غزة ليست أمام أزمة صحية عادية، بل نحن أمام قنبلة وبائية موقوتة". وأوضح أن انهيار المنظومة الصحية ونقص الغذاء والدواء، إلى جانب النزوح والاكتظاظ في مراكز الإيواء، يخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض.
"لقد وصلتنا تحذيرات خطيرة من زملائنا في غزة، وعلى رأسهم مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، عن انتشار فيروس جديد بأعراض حادة مثل ارتفاع الحرارة، وآلام المفاصل، والسعال، والإسهال. هذا إلى جانب الإبلاغ عن حالات جديدة من فيروس كورونا، مما يؤكد أن الوضع بلغ نقطة حرجة."
وأشار الطراونة إلى أن ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية هو السبب الرئيسي لانتشار هذه الفيروسات. "عندما يضعف جهاز المناعة بسبب الجوع، يصبح الجسم فريسة سهلة لأي فيروس أو جرثومة. هذه العوامل، بالإضافة إلى انعدام المياه النظيفة ونقص مواد التنظيف والاكتظاظ السكاني، تخلق ما يمكن تسميته 'عاصفة وبائية' قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة."
وأضاف الطراونة في نداء عاجل للمجتمع الدولي أن خطر الوباء لن يقتصر على قطاع غزة فقط. "أي وباء يضرب غزة قد ينتشر بسرعة إلى الدول المجاورة، بما فيها الأردن، مما يهدد استقرارنا الصحي والاقتصادي."
واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتحرك فورًا: "العالم مطالب بالتحرك العاجل لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية، وفتح ممرات آمنة لإيصال الغذاء والدواء، وإقامة مستشفيات ميدانية مجهزة. الوقت ينفد، وكل يوم تأخير يزيد من احتمالية حدوث كارثة صحية لا يمكن تداركها."
